لماذا تعمد البيت الأبيض نشرها.. اجلس واعتذر.. ترامب يحرج نتانياهو بصورة الأسف لـ قطر

مدار الساعة - نشرت مواقع وتقارير أمريكية، صورة نادرة التقطت في غياب الصحافيين، للرئيس الأمريكي يمسك بهاتف، في حين كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، يجري مكالمة وعيناه على ورقة مكتوبة.

وحسب التقارير الأمريكية، فإن الصورة، بالأسود والأبيض، تسربت من البيت الأبيض، أثناء المحادثة بين الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، في المكتب البيضوي، يوم الإثنين الماضي، قبل المؤتمر الصحافي المشترك، في غياب عدسات وكاميرات الإعلام.

وأمس تعمد البيت الأبيض نشر الصورة، التي بدا فيها الرئيس الأمريكي عابساً وشديد الجدية، في حين كان نتانياهو مثل طالب مجتهد يتلو نصاً مكتوباً، وقالت التقارير الأمريكي إن نتانياهو كان يتحدث مع رئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، والتي قال البيت الأبيض لاحقاً، إنه اتصل به للاعتذار رسمياً على قصف الدوحة، في 9 سبتمبر(أيلول) الماضي، لاغتيال قادة حماس، الذين كانوا يناقشون مقترحاً أمريكياً لوقف القتال في غزة.

وبدا أن البيت الأبيض تعمد بنشر الصورة إحراج نتانياهو، بأكثر من طريقة، فجدية الأبيض والأسود، أولاً، تضفي على الأقل مسحة من الصرامة والحدة، تنعكس في ملامح الرئيس الأمريكي، فحين بدا رئيس الوزراء الإسرائيلي مرتبكاً لا يجرؤ على النظر إلى مضيفه الأمريكي، منكباً على قراءة ورقة يبدو أنها تضمنت تصريحاً، أو رسالةً قد يكون البيت الأبيض حررها له.

أما ثانياً فقد كان واضحاً أن الرئيس الأمريكي لم يكن في مزاج جيد، أثناء المكالمة، إذ كان يمسك بالهاتف لنتانياهو الذي لم يجد مهرباً من طلب الصفح من رئيس وزراء قطر، بعد سلوكه الأهوج والأرعن، ويبدو أن البيت الأبيض تعمد نشر الصورة، بعد أن قفز نتانياهو في المؤتمر الصحافي على واقعة الاعتذار والأسف، وقبول قطر الصفح عنه، وهو ما تعرض له الرئيس الأمريكي بنفسه.

ولكن السبب الأهم ربما الذي يكشف سر نشر الصورة، فهو على ما يبدو عودة نتانياهو إلى خطابه المزدوج فور عودته إلى إسرائيل، في محاولة للعودة إلى الخطاب السابق، أي الظهور بمظهر القوي المقتدر في الداخل، والرافض للتراجع والاعتذار، أو الإقرار بالخطأ والفشل أمام أنصاره ومعارضيه، وعليه يبدو أن البيت الأبيض، أراد بالصورة قرص نتانياهو من أذنه، بنشر صورة "التلميذ" المجتهد في المكتب البيضوي، الذي يتلو رسالة حررها أستاذه ليقرأها عبر الهاتف، تحت سمع وبصر أستاذه ترامب.