أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

العتوم يكتب: هل تنتهي الحرب على مقاس الغرب؟


د. حسام العتوم

العتوم يكتب: هل تنتهي الحرب على مقاس الغرب؟

مدار الساعة ـ

أكرر هنا ثانية وثالثة بأن الحرب الروسية – الأوكرانية وبالعكس بدأت من (كييف)، من وسط التيار البنديري المتطرف الذي التقط إشارة استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي طوعا عام 1991، ولم يأخذ بعين الاعتبار بأن روسيا الاتحادية زعيمة الاتحاد السوفيتي منحت أوكرانيا منطقتي (القرم والدونباس) الروسيتين في عمق التاريخ القديم والمعاصر بعد الاستقلال، ولم تمتلكهما قبل ذلك. وتعاون التيار البنديري بداية مع بريطانيا – باريس جونسون، والولايات المتحدة الأمريكية – جو بادين، لأجتثاث الحضور الروسي من أوكرانيا – جارة التاريخ بالنسبة لروسيا الاتحادية، وزج ذاتهما في أتون الثورات البرتقالية الأوكرانية وانقلاب (كييف) عام 2014 غير الشرعي بحجة الاصلاح المخادع، بينما كان الهدف إستهداف روسيا العظمى الناهضة،و لديمومة الحرب الباردة وسباق التسلح . استقلال أوكرانيا الذي حصلت عليه ولم تصونه كما رابطة الدول المستقلة.

وتم وعد الأوكران من قبل الغرب بحياة رغيدة عبر اقتصاد مختلف عن ما كان عليه الحال في زمن الاتحاد السوفيتي. والاتحاد السوفيتي منح أوكرانيا الاستقلال لكي تبقى في حلفه ولا تغرد خارج السرب تجاه الغرب بعد إدارة الظهر بالكامل لروسيا ولعموم السوفييت. والتجذيف أكثر من قبل العاصمة (كييف) ونظامها السياسي المتطرف كما التيار البنديري تجاه حلف (الناتو) المعادي لروسيا. وبالمناسبة سبق لروسيا أن عرضت على أمريكا قائدة (الناتو) عام 2000 الدخول فيه للجم الحرب الباردة وسباق التسلح قوبل بالصمت.

وفي المقابل فشلت (كييف) في ضم شرق وجنوب أوكرانيا قسرا على مدى ثماني سنوات بعد انقلاب (كييف)،و تسببت في مقتل وتشريد أكثر من 14 ألفا من المكون الأوكراني والروسي، شكل سببا مباشرا لتحريك روسيا عبر قادة قصر الكرملين الرئاسي وأهم المناصب الكبيرة الروسية، وبقرار رئاسي من الرئيس فلاديمير بوتين لمباشرة العملية الروسية العسكرية الإستباقية الدفاعية التحريرية بتاريخ 24 شباط 2022، والتي تمكنت من تحرير حوالي 25 % من شرق وجنوب أوكرانيا، عبر صناديق الأقتراع أولا وتحت حماية العسكرة الروسية ثانيا. وروسيا لا تستهدف الشعب الأوكراني، ولا حتى النظام الأوكراني وتفاوضه، وسبق أن فاوضته عبر اتفاقية (مينسك 2015)، وعبر أنقرة عام 2022، ومن خلال إسطنبول 2025.و الملاحظ هو أن عدد قتلى الجنود والضباط الأوكران كبير جدا قابلهم أعداد من الجنود والضباط الروس،و النسبة المئوية بينهما أكدها رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو بأنها تصل إلى 1- 8 لصالح روسيا، وربما تصل إلى 1- 10 كما أعتقد مع إستمرار الحرب المأساة.

يتساءل الناس في العالم، لماذا طلت الحرب الأوكرانية ؟ ولماذا لم تتمكن روسيا العظمى من حسمها بفترة قصيرة ؟ لقد رغبت روسيا في بداية الحرب بدخول العاصمة " كييف " ثم تراجعت عن خطوتها لأسباب إستراتيجية، ولم تحرك كامل جيشها حتى الساعة، ولم تعلن التعبئة الكلية واكتفت بالجزئية. ومن صنع الحرب مثل الغرب ساند " كييف " بالمال والسلاح بقيمة وصلت إلى 350 مليار دولار، ولا زال دعم الاتحاد الأوروبي مستمرا بشراء السلاح من أمريكا – دونالد ترامب، وتموج ترامب بين فهم حقيقة الحرب بعد لقاءات أمريكا وروسيا في المملكة العربية السعودية، ولقاءات ويتكوف مبعوث ترامب مع الرئيس بوتين في موسكو، ومطالبة " كييف " بالمصادر الطبيعية النادرة الثمينة بدلا من المبالغ التي صرفتها أمريكا وأوروبا على الحرب، بينما كان يعتقد زيلينسكي بأنها مجانية، وبعد توبيخه للرئيس الأوكراني المنتهية ولايته فلاديمير زيلينسكي، ثم العودة لتحريضه على التمسك بحدود 1991،و حتى اجتياح روسيا وتزويد (كييف) بمعلومات لوجستية وصواريخ بعيدة المدى ، وهو كلام غير موزون، ويبتعد عن الرزانة السياسية والدبلوماسية، ولا يليق بتصريحات دولة عظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد اشترك في الحرب الأوكرانية إلى جانب " كييف " 50 دولة غربية، بينما دافعت روسيا عن سيادتها لوحدها، وهي التي لم تبدأ الحرب، مرتكزة على مادة ميثاق الأمم المتحدة 751 التي خولت روسيا للدفاع عن نفسها أمام هجمة ظالمة أوكرانية غربية وغربية أمريكية. وفي واقعة " كورسك " التي دخل أليها بغباء الجيش الأوكراني، بينما العمق الروسي حوالي 18 مليون كيلومترا مربعا، أشركت روسيا قوات من جيش كوريا الشمالية من زاوية التحالف الشرقي استشهد منهم 121 شهيدا كما عرفت. والفرق العسكرية الروسية التي تحارب في أوكرنيا إثنتان ، وفرقة ثالثة مساندة في الداخل. وتعتمد روسيا في حربها على المتطوعين أيضاً.

وللحقيقة أقول هنا بأن من يفرض شروط المفاوضات في الحرب هو الجانب المنتصر فيها وأعني روسيا، وسبق للرئيس بوتين أن اقترح على على الرئيس زيلينسكي القدوم لموسكو - المدينة / العاصمة البطلة للتفاوض المباشر وتحت حماية كاملة من قبل الأمن الروسي، وهو الأمر الذي قابله زيلينسكي بالصمت والخوف، بينما يرغب بلقاء بوتين وسط الاتحاد الأوروبي الذي يضمر الشر لروسيا ولبوتين، ويظهر تمرده وشجاعته السطحية.

والآن كثرت في الأونة الأخيرة الهجومات الإعلامية على روسيا من قبل الاتحاد الأوروبي ومن قبل (الناتو)، ومن زاوية الفوبيا الروسية بحجة تحليق مسيرات روسية وسلاح الجو فوق بولندا وأستونيا والمانيا ، وهو مجرد سراب وخديعة، هدفها توسيع الحرب الأوكرانية وزج روسيا بحرب مباشرة مع (الناتو) من دون حسبة لموازين القوة العسكرية عالميا التي تميل لصالح روسيا الدولة العظمى فوق النووية على مستوى السلاح العسكري، والبحرية، والفضاء، ومن زاوية قوة النار. والغرب الأوروبي ربما لا يعي معنى الحرب النووية لو اندلعت فجأة، لكن أمريكا – ترامب تعرف معناها، وهي لن تشبه حتى اعتداء أمريكا النووي على اليابان،... هذه روسيا التي لا أنصح المزاح معها أو تجريبها، وعندها تصبح نهاية العالم حتمية. والاستراتيجية العسكرية الروسية الحديثة التي وقعها الرئيس بوتين ترد على البند الخامس لحلف (الناتو)، فأي اعتداء تقليدي منظم على روسيا أو نووي تقابله روسيا بالهجوم النووي، وربما بالنووي الواسع الشامل الحارق للجهة المعتدية.

وأخيراً هنا وليس آخراً ليس أسمى من السلم والسلام العالمي، والتعاون الدولي خدمة للبشرية، والتنمية الشاملة (الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والدبلوماسية). ولم يعد العالم دولة عظمى واحدة تمثله الولايات المتحدة الأمريكية، ولا مكان لاستفراد أحادية القطب بأقطاب العالم، وتوجه تعددية الأقطاب الذي تقوده روسيا العظمى وتشرك به الصين العظمى، والهند العظمى، وكوريا الشمالية، وأفريقيا في نهوض مستمر، وقد ينجح بنقل الأمم المتحدة من النييورك إلى سوتشي الروسية، تماما كما إقترح جوزيف ستالين سابقا، وكرر الاقتراح مؤخرا سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا وللحديث بقية.

مدار الساعة ـ