أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الحواتمة يكتب: ما بعد الحرب ليس كما قبلها.. والأردن بقيادته وشعبه يعرف طريقه


المهندس محمد العمران الحواتمة

الحواتمة يكتب: ما بعد الحرب ليس كما قبلها.. والأردن بقيادته وشعبه يعرف طريقه

مدار الساعة ـ

حين اندلعت الحرب على غزة، ارتجفت القلوب في كل زاوية من الشرق الأوسط، وتغيرت الموازين، واختلطت المخاوف بالآمال، لكن الأردن بقي كما عهدناه، صامداً ومستقراً، حصناً للأمان، دولة لا تهتز ولا تتزعزع، بفضل القيادة الهاشمية الحكيمة والشعب الأردني الواعي الذي يعرف قيمة وطنه ويدرك مسؤوليته، يقف شامخاً أمام أي عاصفة ، ثابتاً أمام أي اختبار ، ليؤكد للعالم أن الاستقرار ليس صدفة بل ثمرة رؤية صادقة ، وعقل متزن ، وإرادة لا تكسر، وشعب واعٍ يعرف أن الكرامة والحرية لا تباعان ولا تستسلمان ، وأن الوطن الذي يمتلك قيادة واعية وشعباً واعياً هو الوطن الذي لا يُقهر مهما اشتدت العواصف ، وأن كل خطوة حكيمة محسوبة بعناية ترفع من مستوى الدولة وتحمي مستقبلها ، وأن كل مشروع وقرار واقعي يزيد قوة الوطن ويعزز مكانته بين الأمم .

في هذه المرحلة الحرجة ، ظهر النموذج الحقيقي للقيادة الفاعلة ، الذي يعرف أن الفعل على الأرض هو المقياس الحقيقي للنجاح ، وأن الحكومة التي تتحرك بمسؤولية ومهنية على الأرض هي الحكومة التي تحقق نتائج ملموسة للمواطن ، فتصبح كل ساعة عمل ، وكل مشروع ، وكل خطة ملموسة ، حجر أساس لبناء الدولة الصلبة . وفي هذا السياق ، يبرز بشكل استثنائي رئيس الوزراء الميداني جعفر حسان ، الرجل الذي جعل من الحركة الميدانية شعار حكومته ، ومن التنفيذ الواقعي معياراً لتقييم النجاح ، و بعيداً عن الشعارات والوعود الجوفاء ، وأن الميدان هو معيار الفعل الحقيقي الذي يحمي الوطن ويعزز الثقة بين الدولة والمواطن ، ويجعل كل خطوة عملية تحمل رسالة مباشرة بأن الدولة تعمل من أجل الناس وليس من أجل الورق أو الخطابات ، وأن الوطن يتحرك نحو المستقبل بخطى ثابتة وهادفة .

الأردن اليوم يمتلك فرصة استثنائية ليكون نموذجاً فريداً للحكم الفاعل في المنطقة ، دولة تجمع بين العقل والقدرة على التنفيذ ، بين الثبات في المبادئ والمرونة في اتخاذ القرار ، دولة تصنع الفرص من كل تحد ، وتحول الصعوبات إلى قوة ونجاح ، دولة تحول أي ظرف صعب إلى منصة لتقوية بنيتها الوطنية وإعداد شعبها لمستقبل مشرق ، دولة استطاعت أن تحافظ على استقرارها بينما اهتزت دول أخرى في محيطها ، دولة تعرف كيف تجعل من كل أزمة فرصة لتعزيز الأمن الداخلي والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي ، وتحقق معدل نمو اقتصادي 3.5٪ في ظروف صعبة ، وتزيد من الاستثمارات الوطنية بما يقارب 1.8 مليار دولار سنوياً ، مما يؤكد أن الاقتصاد الأردني يتعافى ويستمر بالنمو ، وأن كل خطوة حكومية محسوبة لتعظيم الفائدة على المواطن والوطن معاً .

نصيحة الحكومة الأردنية اليوم : واصلوا العمل الميداني الجاد ، ركزوا على التنمية الاقتصادية المحلية ، وادعموا المشاريع التي تمس حياة المواطن مباشرة ، ارتقوا بالبنية التحتية والصناعات الوطنية ، ومكنوا الشباب بالعلم والعمل والتكنولوجياو، لأن المواطن هو قلب الدولة وروحها ، وأي نهضة حقيقية تبدأ من المواطن قبل أي شيء آخر ، فالشباب يمثل 40٪ من سكان الأردن ، ويجب تمكينهم بمشاريع وطنية واقتصادية مباشرة ، لأن الاستثمار فيهم هو استثمار في المستقبل . كل قرار يتخذ يجب أن يترجم إلى قيمة ملموسة ، كل دينار يصرف يجب أن يولد فائدة حقيقية ، كل مشروع ينفذ يجب أن يقوي المواطن قبل الاقتصاد ، فالعمل العملي المباشر هو سر القوة الحقيقية ، والفعل هو الذي يبني الثقة ويثبت الدولة أمام أي اختبار ، وأن كل محافظة ومدينة وقرية في الأردن يجب أن يكون لها خطة واضحة للنهوض والتنمية المستدامة ، فكل زاوية من الوطن تحمل إمكانيات هائلة إذا أحسنا توجيهها .

على المستوى السياسي ، يجب أن يظل الأردن صوت العقل والحكمة في المنطقة ، صوت الدولة التي لا تساوم على مبادئها ، صوت القيادة التي تحمي فلسطين ومصالحها الوطنية في الوقت نفسه ، صوت يثبت للعالم أن القيادة الهاشمية رمز للثبات والكرامة ، وأن الحكومة الفاعلة والميدانية هي الضمانة الحقيقية لاستقرار الوطن وصموده أمام أي اختبار أو تهديد . كل قرار سياسي يجب أن يقابله فعل اقتصادي واجتماعي ملموس ، كل خطة يجب أن تترجم إلى حياة أفضل لكل مواطن ، لأن القوة الحقيقية للدولة تقاس بالنتائج الواقعية قبل أي شيء آخر .

الشعب الأردني ، من جانبه مطالب بأن يكون شريكاً حقيقياً في النهوض ، أن يبقى صامداً وواعياً، لا يترك مكانه للتردد أو الإحباط ، وأن يحول كل شعور بالغضب أو القلق إلى طاقة إنتاجية حقيقية ، فالاستقرار لا يبنى إلا بالوعي والجهد المشترك ، والوطن لا ينهض إلا بوعي كل فرد فيه ، لأن قوة الدولة الحقيقية لا تقاس بالأسلحة أو المال فقط ، بل بالإرادة الشعبية الواعية ، التي تحمي الوطن وتدعم قيادته وتثبت أن الشعب هو الدرع والسور الذي يحمي الدولة ويقويها ، وأن كل مبادرة وكل عمل فردي له تأثير مباشر على مستقبل الوطن ، وأن كل مشروع يشارك فيه المواطن هو حجر أساس لمستقبل مستقر ومزدهر، وأن الاستثمار في التعليم والبنية التحتية والصحة العامة يشكل 60٪ من استقرار الدولة واستمراريتها في مواجهة أي تحدٍ إقليمي أو عالمي .

وإلى كل المشككين والحاقدين على الأردن نقول : لقد أخطأتم إذا ظننتم أن الدولة يمكن أن تهتز بسهولة ، أو أن الشعب الأردني ضعيف أمام التحديات ، لقد أخطأتم إذا ظننتم أن أي ضغط أو تهديد يمكن أن يهز صلابة هذا الوطن ، فالأردن صامد و ثابت ، واعٍ ، يعرف دوره في حماية وطنه وشعبه ويحافظ على كرامته في كل الظروف ، بفضل القيادة الهاشمية الحكيمة والشعب الأردني الواعي الذي لا ينحني ولا يتراجع مهما اشتدت العواصف ، الذي يعرف أن الكرامة والحرية والمبادئ لا تقهر ، والذي يقف صفاً واحداً مع قيادته لحماية مستقبل الوطن ورفعته ، ويثبت أن كل محاولات التشكيك ستتحطم أمام إرادة هذا الشعب وحنكة قيادته ، وأن الأردن يواصل السير على دربه بثقة لا تكسر ، وأن كل أرقام مؤشرات الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي تثبت أن الدولة تتقدم بقوة في ظل القيادة الواعية والشعب الواعي .

اليوم وبعد هذه الحرب ، يتضح أن الأردن أكثر استعداداً وأكثر وعياً وأكثر قدرة على البناء والنهوض ، أكثر استعداداً لاستثمار كل درس وكل تجربة لصالح نهضته ، أكثر قدرة على تحويل كل تحدٍ إلى فرصة للتقدم والازدهار ، وأكثر قدرة على أن يكون مثالاً يحتذى به في المنطقة ، وأن يكون نموذجاً للاستقرار الحقيقي وسط عالم متقلب، حيث لا تتوقف العواصف عن المحاولة ولكن الأردن يظل حصناً لا يقهر . على الحكومة أن تستمر في رسم صورة الدولة الفاعلة ، التي تعمل بعقل الدولة وروح الوطن ، التي تجعل المواطن يشعر بكل تأثير إيجابي على حياته اليومية ، والتي تجعل العالم يدرك أن الأردن دولة مستقرة وقوية ، وأنها تعرف طريقها مهما اشتدت العواصف ، مع التركيز على الاستثمار في المشاريع الوطنية الكبرى ، وتعزيز التعليم ، ودعم الشباب ، وتقوية الاقتصاد المحلي ، لتكون كل خطوة عملية جزءاً من نهضة حقيقية مستدامة .

سيكتب التاريخ أن الأردن بقي حصناً للأمان ، وأن قيادته بحكمتها ، وبوعي الشعب الأردني الواعي ، استطاعت أن تحافظ على استقرار الوطن ، وأن ما بعد الحرب ليس كما قبلها ، فالأردن يعرف طريقه جيداً ، طريق البناء ، طريق الصمود ، طريق الكرامة والعروبة الحقيقية ، طريق الأمة التي لا تنكسر ، طريق من يمتلك القيادة الواعية والشعب الواعي معاً ، طريق الدولة التي تبني من كل تحدٍ منصة للنهوض ، ومن كل أزمة فرصة لتعزيز قوتها ، ومن كل تجربة درساً لإعداد شعبها لمستقبل أفضل وأكثر إشراقاً ، وطريق الأردن الذي لا يعرف المستحيل ، وطريق الدولة التي تقود شعبها بثقة وإصرار نحو المستقبل بوعي وإرادة لا تنكسر .

بقلم المهندس محمد العمران الحواتمة

مدار الساعة ـ