لقد تفاجأت بحجم التفاعل الكبير مع مقالي السابق عن (مبادرة وقف المبادرات) وخاصة من المعلمين والمعلمات الذين تواصلوا بأعداد كبيرة عبر التعليقات والرسائل الخاصة وكانت ملاحظتهم المحورية أن قصة إعلان الإنجاز أصبحت في كثير من الأحيان أهم من الإنجاز الفعلي نفسه حيث بات التركيز ينصب على توثيق الفعاليات بشكل سطحي بدلاً من قياس أثرها الحقيقي على العملية التعليمية وهذا ما دفع العديد منهم إلى المطالبة بوقف صفحات المدارس على منصات التواصل الاجتماعي
وجاءتني تعليقات عديدة عبر الماسنجر تشير إلى أن هذه الصفحات تحولت في بعض المدارس إلى ألبوم صور شخصية لبعض المديرات أيضا مما شكل عبئاً إضافياً عليهن لأن غالبية المعلمات يرفضن أساساً ظهورهن في مقاطع الفيديو والصور المنشورة مما يجبر المديرات على الظهور في الصور بشكل دائم؛ وهنا اذكره ليس نقدا للمديرات وانما من الأعباء التي يعانين منها أيضا .وحتى لا نقع في فخ النقد السلبي دون تقديم حل عملي أقترح أن يتم تخصيص يوم أو يومين فقط في العام تقدم خلالهما كل مدرسة على مستوى المملكة مبادرة حقيقية واحدة إن استطاعت قابلة للقياس والتطبيق بحيث تكون هذه المبادرة هي نتاج جهد جماعي حقيقي طوال العام وليست مجرد فعالية يتم تحضيرها للكاميرا فقط.ولضمان العدالة وإبراز الجهد الحقيقي يمكن تخصيص فقرة خاصة في برامج التلفزيون مدتها دقائق معدودة لعرض منتجات وإنجازات هذه المدارس مما يمنح المشروع مصداقية أكبر ويحول التركيز من المنافسة على عدد الصور المنشورة إلى التنافس على الأفكار المبتكرة والقابلة للتنفيذ والتي تترك أثراً حقيقياً في الميدان التربوي وهذا من شأنه أن يخفف العبء عن كاهل المعلمات والإدارات المدرسية ويحول الطاقة المبذولة في التوثيق والتصوير إلى طاقة إبداعية حقيقية تثري العملية التعليمية.وفي النهاية أعان الله المعلمات والمعلمين على الجهود الكبيرة التي يبذلونهاشديفات يكتب: صفحات المدارس ومبادرة وقف المبادرات
مدار الساعة ـ