مدار الساعة- محمد قديسات- عقد حزب القدوة الأردني حوارية وطنية بعنوان "التعليم العالي في الأردن بين ضرورات الإصلاح وتطلعات المستقبل"، شارك فيها كل من العين الدكتور رضا الخوالدة، والدكتور تركي عبيدات، والدكتور ماجد أبو زريق، والنائب سالم أبو دولة، وادارها الدكتور مصلح النجار مساعد الأمين العام للحزب..
وفي كلمة ترحيبية اعرب امين عام الحزب اياد النجار عن أهمية قطاع التعليم العالي في التنمية الوطنية، وبيّن فلسفة حزب القدوة، وبرامجه فيما يخصّ هذا القطاع الوطني الحساس، وأوضح أن هذه الحلقة ستكون جزءا من سلسلة حلقات تعالج جوانب التعليم العالي، وسائر قطاعات التعليم في الأردن، والقضايا المهمة، والقطاعات الحساسة في عمليات التنمية في الوطن.وتضمنت الحوارية أربعة محاور هي السياسات والحوكمة في التعليم العالي، وجودة التعليم والبحث العلمي، والطالب الجامعي وسوق العمل، والأحزاب ودورها في التعليم العالي. وفي محور السياسات والحوكمة تناول المنتدون استقلالية الجامعات والقرار الإداري، والشفافية في سياسات القرار، والتعيينات، وتمويل الجامعات وأزمة الموازنات، وفي محور جودة التعليم تحدّث المشاركون عن تحديث الخطط واستحداث البرامج، والبحث العلمي والابتكار بين تحديد الأولويات ومحدودية التمويل، والتعليم الرقمي والهجين بعد جائحة كورونا. وفي محور الطالب الجامعي وسوق العمل ركّز المشاركون على المواءمة مع حاجات سوق العمل، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية للطلبة، ومشاركة الطلبة في المنظومة الجامعية، والبطالة بين الخريجين وإعادة هيكلة التخصصات، والكفايات المطلوبة والمهارات الناعمة. وفي محور الأحزاب ودورها في التعليم العالي ناقش المشاركون الحريات الطلابية والتنظيم الحزبي في الجامعات، ومجالس الطلبة مدرسةً للعمل الديمقراطي، والبرامج الحزبية أداةً لتطوير سياسات التعليم العالي.وبيّن العين الدكتور رضا الخوالدة مثاليّة اللوائح، وقصور التطبيق في بعض الجوانب من الجسم الجامعيّ، سواء على مستوى اختيار الإدارات الجامعية، وتبديل الرؤساء، أم على مستوى الحوكمة بشكل عام، مشيرا إلى أنّ مخرجات جامعاتنا ما زالت متقدّمة على مستوى البلدان التي تشبهنا في الظروف، ومقبولة على المستوى العالمي، منبّها إلى عدد من التجارب الناجحة للباحثين الأردنيين في كثير من القطاعات الإنتاجية، ولا سيّما الصناعة الدوائية، والتنمية الزراعية.وأشار الدكتور مصلح النجار إلى مثالية اللوائح الجامعية، والقوانين الناظمة للعمل الجامعي، مقرونا بغياب العرف الجامعيّ، كما أوضح أن دور وزارة التعليم العالي وهيئة اعتماد مؤسسات العليم العالي المنشود لم يتحقق، ولم تنهض هاتان المؤسساتان بالجامعات جميعها، ولا سيما جامعات الأطراف، بل لعلّ أثرهما تمثّل في ضبط العمل الجامعي بحيث تساوت الجامعات جميعها في الممارسة الأكاديمية، بتخفيض مستوى المتميّز ليصبح مثل غير المتميّز، من خلال إزالة الفوارق والتباينات بين الجامعات، وجعلها جميعا في سوية واحدة، من خلال تضييق الخيارات في تطوير الخطط، واستحداث البرامج، والمعايير القسرية التي لا تسمح للتمايز بين الجامعات فيما تطرحه من برامج في الحقل الواحد. وزاد على ذلك أنّ البحث العلمي في جامعاتنا يتركز معظمه على هدف الترقيات العلمية، مشيرا إلى أنّ البحوث التي تجرى في قطاعات العلوم الإنسانية تتسم بالأصالة، وتضيف جديدا إلى صرح المعرفة الإنسانية في هذه التخصصات مثيرا سؤالا حول القطاعات التخصصية خارج قطاع الإنسانيات.واشار الدكتور تركي عبيدات الى ضرورة التخطيط الاستراتيجي لاستثمار الجامعات على مستوى البحث العلميّ، ضمن خطط استراتيجية على المدى البعيد والمتوسط والقصير، ليسهم البحث العلمي في التحديث الاقتصادي المنشود. وركّز عبيدات على أن مخرجات الجامعات، من حيث نوعية الخريجين لا ترتقي إلى المستوى المنشود، مبينا أن الخلل يشكّل دائرة متصلة لا يمكن التغلب عليها إلا بالعودة إلى الأصول الجامعية المستقرة في الجامعات العالمية. وركز عبيدات على أن نسبة من البحوث في جامعاتنا لا تشارك في الارتقاء بالمعرفة التخصصية، وكثير منها يهدف أصحابه إلى الترقيات الأكاديمية، وأما الدراسات العليا، وما ينتج عنها من بحوث، فهي تفتقر إلى الأصالة، ونخشى كثيرا من أن الذكاء الصناعي قد غزاها، وأثّر في مستواها، وصدقيتها..وأشار النائب سالم أبو دولة إلى ضرورة المواءمة بين الحياة الجامعية والحياة الحزبية، بما يشكّل تدريبا ديمقراطيا للطلبة بوصفهم مواطنين، مع الإشارة إلى أن انتخابات مجالس الطلبة لم تُجر منذ سنوات في بعض الجامعات، ولذلك أثر واضح في المؤشرات الديمقراطية في الجامعات. ودعا أبو دولة إلى أن تسدد الحكومة التزامها تجاه الجامعات الأردنية جميعها، وأن تسدد الجهات الباعثة المبالغ المترتبة للجامعات عليها، لضمان استدامة الجامعات، وهي مؤسسات وطنية لا تنهض الأمة من دونها، ولا مجال للتنمية ما لم تكن مخرجات جامعاتنا بالمستوى المنشود، والمطلوب في بيئات العمل في الدول المجاورة، مشيدا بكفاءة الخريجين الأردنيين عبر السنوات، وبنوعية استقبالهم في بيئات العمل في دول الخليج العربيّ.وأشار الدكتور ماجد أبو زريق رئيس جامعة إربد الأهلية إلى ضرورة مواءمة البحث العلمي الجامعي مع الأولويات الوطنية، والقطاعات التنموية الناهضة في الوطن، مع ضرورة ألا نتخلى عن الطموح البحثي لتحقيق ما هو جديد في صرح العلم على المستوى العالمي، ضمن إطار الإمكانات التمويلية، والوقت المتاح للأساتذة الجامعيين المثقلين بأعباء التدريس، وخدمة المجتمع، ولا يكتمل ذلك إلا بالبحث العلمي الأصيل والرصين. وبين أبو زريق أن الجامعات تنتج طالبا ينبغي أن يستوفي الجانب المعرفي بالإضافة إلى المهارات الشخصية والتواصلية. وفي مشاركته أشار أمين عام حزب القدوة الأردنياياد النجار إلى أن الحزب يؤمن بأن دوره الأساس هو تقديم برامج إصلاحية قابلة للتطبيق، تستند إلى واقع المجتمع الأردني وتستشرف المستقبلحزب القدوة الأردني يطرح رؤيته في إصلاح التعليم العالي (صور)
مدار الساعة ـ
