أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون جامعات خليجيات مغاربيات دين بنوك وشركات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الجغبير يكتب: ابتزازهم لم يثننا.. فشكرا للأردن


اياد الجغبير

الجغبير يكتب: ابتزازهم لم يثننا.. فشكرا للأردن

مدار الساعة ـ

بعد أن أنهى الأردن واحدة من أصعب مراحله الاقتصادية والاجتماعية عقب جائحة كورونا وكان لا يزال يعاني من اعباء الديون وتبعات الانكماش جاء اختبار الحرب على غزة ورغم حاجته الماسة لترتيب أوضاعه الداخلية لكنه لم يتردد في مدّ يده لغزة ليؤكد ان حساباته لا تخضع للمال والسياسة.

وفي اللحظة التي اُغلقت فيها المعابر وأطبق الحصار على القطاع كان الأردن اول من كسر الطوق جوا بعدما نفذت طائرات سلاح الجو عمليات إسقاط مظلي للمساعدات الطبية والغذائية في سماء غزة عنوة وابلغ الأردن وقتها وزير الخارجية الأمريكي السابق انتوني بلينكن بان الأردن سوف يقوم بتحريك طائراته لكسر الحصار وان اي اذى يمس هذه الطائرات سوف يعتبره الأردن عملا معاديا وبعدها تواصلت الجسور الجوية قبل أن تصبح برية وتصبح الأردن شريان إغاثة يمدّ غزة .

الامر لم يقتصر على المساعدات الغذائية والدوائية بل فتح الجيش الأردني المزيد من المستشفيات لاستقبال الجرحى والمصابين وبعد توجيه ملكي أطلقت القوات المسلحة مبادرات أخرى لرعاية مبتوري الأطراف بالوقت الذي استمرت القوافل البرية عبر الهيئة الخيرية الهاشمية بايصال المواد الغذائية رغم كل المعيقات .

أما على الصعيد السياسي فرغم كل الابتزازات السياسية والمالية التي مورست على الأردن إلا انه ظل حاضرا وخاطر بكل مصالحه حتى تمكن من قلب التحديات الى فرص وتمكن بقيادة جلالة الملك وولي عهده من قلب الرأي العالمي تجاه الحرب على غزة و استطاع الأردن بدبلوماسيته تتويج عمله سياسيا بإقناع كبرى الدول العالمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية وصولا إلى تشكيل لوبي عربي إسلامي للضغط على ترامب لوقف الحرب .

الأردن في كل محفل رفض محاولات التهجير واكد ان فلسطين لأهلها واستضاف مؤتمرات جمعت قادة ودبلوماسيين ومنظمات دولية في مسعى لتنسيق الدعم العالمي وتوحيد الجهود الإنسانية والسياسية .

واليوم ونحن على أعتاب وقف محتمل للحرب يصبح من الواجب ان نقول إن الطريق لم يكن سهلا ولا الموقف بلا ثمن ضغوط وابتزازات مورست على الأردن سياسيا واقتصاديا لكنه لم ينحنِ ولم يساوم ابتزازهم لم يثن الأردن بل زاده ايمانا.

فشكرا للأردن…

مدار الساعة ـ