الجانب الاخر لـ فارس بريزات (صور)

مدار الساعة - كتب إبراهيم السواعير - وزير الشباب الأسبق معالي الدكتور فارس بريزات اشتهر بحسّه الإنساني وحضوره الاجتماعي مع كل الناس. وكونه رئيسًا لمجلس مفوضي سلطة إقليم البترا التنموي السياحي، فإنّ ذلك ينعكس حتمًا على كلّ من عرفه ويعرفه وتعامل معه ورافقه أو زامله أو تباحث معه شأنًا من شؤون التطوير والارتقاء بمواضيع معينة في صميم المهنة والعمل.

أقول، وقد جمعتنا به الصباحات في لقاء إعلامي على شاشة التلفزيون الأردني لبرنامج "يوم جديد"، الذي أعتزّ بإعداده، والذي تحدث فيه عن "قمة عجائب الدنيا السبع الجديدة" التي استضافتها البترا قبل أيّام قليلة، والتي يزورها اليوم الاثنين (6 تشرين 2025)، دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان كزيارة للشوبك والبترا وجوارها للاطلاع على الخدمات والحاجات المقدّمة عن كثب.

كان حديث الدكتور بريزات ومؤشراته تؤكّد فرحة العالم واهتمامهم بالبترا والأردن واستقراره وأمنه وكون البترا للبشرية جمعاء؛ وهذه رسالة مهمة أودعها البريزات في هذه القمة التي حضرها ضيوف وسفراء أجانب مهمون ولهم حضورهم الدبلوماسي، وهو ما يؤكّد حضورنا السياحي على الخريطة العالمية.

الجانب الآخر من معالي الدكتور بريزات، أنّه وقبيلَ، وبُعيدَ، اللقاء التلفزيوني، كان بالفعل ذاكرة وطنية ممتازة، ليس فقط في النِّسب الإحصائيّة وأوجه التطوير، ولكن أيضًا في حفظه كلّ هذا الكمّ الهائل من الأشعار البدوية والقصص التي دارت حول هذه الأشعار، يضاف إلى ذلك روعة اللهجة والنطق على أصوله، فضلًا عن شهادته العلمية التي تحصّل عليها وساندته في عمله ودراساته وأبحاثه ومناصبه التي تولاها..

فقد كانت القصائد تطربني ونفر من الزملاء، ونحن نصغي إليه باحترام؛ لما لهذه القصائد من مكانة عالية عنده، إذ وجدنا أنّها رمز للأصالة والمعاصرة والاعتزاز بالموروث..

وفي اللقاء، كان البريزات يتداول مع المشاهدين المؤشرات والأرقام بمنهج علمي وتفسير دقيق وخطط عمليّة، في حديثه عن تطوير وتنمية السياحة في مدينة البترا، فكانت دماء العطاء الأردني حاضرةً تمامًا وتنساب كما تنساب قوافي الشعر والقصائد على لسان هذا الإنسان المتواضع لكلّ من عرفه، إذ لا يصنع فارقًا بينه وبين محدثه، أو يستعلي بحكم الشهادة أو المنصب، منطلقًا من أنّ الإنسان في جوهره واحد، وأنّ لكلٍّ منّا عملًا يؤديه في هذه الحياة.

وكنتُ شهدتُ في فترات ماضية شرحًا معتبرًا قدّمه الدكتور البريزات عن المسارات السياحية، والمكاشفة الرائعة والموضوعية، وهو يؤشّر على مواطن الضعف ويعظم من المنجزات، ويقارن بين ما هو موجود ومتاح، وما هو مُتطلع إليه كخطة تنموية سياحية في إقليم البترا.

وعلى البشاشة والطيبة ذاتها التي جاء بها الدكتور بريزات، كان يودّعنا، وهو مما زاد الثقة لدينا بأنّه حين يكون حضور الشخص دافئًا، فإنّ المنجز بالتأكيد سيكون حقيقيًّا ودافئًا؛ خصوصًا وأنّ العقل والعاطفة والتراث عناصر مهمّة في عصر لا يعرف إلا الإنجاز والعطاء ودماء الشباب.