أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

خالد المانع: خطاب الشيخ تميم.. موقف تاريخي ورؤية واضحة

مدار الساعة,أخبار عربية ودولية,الأمم المتحدة,الشيخ تميم بن حمد
مدار الساعة (الراية القطرية) ـ
رسالة إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون موقفًا سياسيًا
العدوان الإسرائيلي على قطر إرهاب دولة مكتمل الأركان
سمو الأمير كشف أوهام إسرائيل ورغبتها في فرض الهيمنة بالقوة
قطر ستظل متمسكة بالدبلوماسية ومبادئ القانون الدولي
حجم الخط

مدار الساعة - أَكَّدَ السيد خالد بن محمد بن حمد المانع، رجل الأعمال القطري، أن خطاب سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، أمام جلسة المُناقشات العامة للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كان خطابًا شاملًا، حمل بين طياته مواقف صريحة وشجاعة، وعكس رؤية قطرية ثابتة تقوم على الحق والعدل والدفاع عن القيم الإنسانيّة، في وقت تتعرّض فيه منطقتنا لأزمات متفاقمة وصراعات مُعقدة.

وقالَ في تصريحات خاصة لـ الراية: إن صاحب السمو أكد خلال خطابه أن العالم أجمع صُدِم بالفعل الشنيع الذي ارتكبته إسرائيل باعتدائها السافر على دولة قطر، الدولة التي عُرفت بأنها وسيط صانع للسلام، وكرّست جهودها لحل النزاعات وتخفيف معاناة الأبرياء، وأشار إلى أن هذا الاعتداء ليس خرقًا صارخًا للقانون الدولي فقط، بل هو إرهاب دولة مُكتمل الأركان، يستهدف تقويض الدور الدبلوماسي القطري، بعد أن ساهمت وساطتها في تحرير 148 رهينة بالتعاون مع مصر والولايات المُتحدة الأمريكية.

وأضافَ المانع: كلمة صاحب السمو أوضحت بجلاء أن العدوان الإسرائيلي لم يكن يستهدف قطر وحدَها، وإنما يندرج ضمن مشروع أشمل لتدمير غزة وإبادة مقوّمات الحياة فيها، واستغلال الحرب لتوسيع الاستيطان، وممارسة التطهير العِرقي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأشارَ إلى أن صاحب السمو كشف عن الأوهام التي يسعى رئيس وزراء إسرائيل لتكريسها، من حُلمه بتحويل المنطقة العربية إلى ساحة نفوذ إسرائيلي، إلى تفاخره بإفشال جهود السلام مع الفلسطينيين، في موقف يعكس عداء دولة الاحتلال الصارخ للمُحيط العربي، ورغبتها في فرض الهيمنة بالقوة.

ونوّه المانع إلى أنه في المقابل، ثمّن صاحب السمو خلال خطابه التضامن العالمي الواسع مع الشعب الفلسطيني ومع قطر ضد هذا العدوان السافر، موجهًا الشكرَ لمجلس الأمن الدولي على إدانته الهجومَ على دولة قطر.

وقال: رغم العدوان على دولة قطر فإن صاحب السمو أكد خلال كلمته أن قطر ستظل متمسكةً بالدبلوماسية، وبمبادئ القانون الدولي، وأنها لا تخشى قول الحق مهما كانت التحديات. وأضاف: إن صاحب السمو أشار بوضوح إلى أن محاولات إسرائيل التشويش على وساطة قطر في وقف الحرب عبر حملات التضليل لن تثنيَ الدوحة عن مواصلة جهودها الدؤوبة في سبيل تحقيق السلام.

وأوضح أن صاحب السمو دعا المجتمع الدولي إلى الاعتراف بدولة فلسطين، باعتباره الخُطوة العملية الأولى نحو تحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال، وأشادَ بدور قطر التي لم تقتصر جهودها على القضية الفلسطينية وحدَها، بل واصلت مساعيها الحثيثة لحل أزمات أخرى، سواء في أوكرانيا أو في دول إفريقية عديدة، إيمانًا منها بأهمية دورها كشريك فاعل في جهود السلام العالمي.

وأوضحَ المانع أنه لم يغب عن خطاب صاحب السمو تناول الأزمات الإقليمية الأخرى، حيث عبّر سموه عن أمله بأن تشهد سوريا مرحلةً جديدةً تمهّد لتحقيق تطلعات شعبها، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته والوقوف إلى جانب السوريين، كما شدّد سموه على أن محاولات إسرائيل تقسيم سوريا لن تجلبَ سوى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار.

أما في لبنان، فقد أكد سموه دعم قطر لاستقراره وحماية وَحدته الوطنية. وبالنسبة للسودان، فقد كانت رسالة صاحب السمو واضحة، على ضرورة الانخراط في حوار شامل يحقق سيادته ويحفظ وَحدته، بعيدًا عن الصراعات التي تستنزف مقدراته.

وأشارَ المانع إلى أن كلمة حضرة صاحب السمو في الأمم المتحدة أعادت التأكيد على أن قطر، بقيادته الحكيمة، ستظل شريكًا فاعلًا في المجتمع الدولي، حاضرة في ميادين الوساطة والدبلوماسية، داعمة لقيم الحق والعدل، ومُتمسكة بحل النزاعات عبر الطرق السلميّة.

وأكدَ أن خطاب صاحب السمو تاريخي وجاء ليترجم سياسة قطر الخارجية، ويؤكد أن الدوحة لم ولن تتنازلَ عن دورها كصوت مسموع للحق، ومدافع عن الشعوب المستضعفة، وحامل لرسالة السلام العالمي. وقالَ المانع: خطاب صاحب السمو لم يكن مجرّد كلمة سياسية، بل كان رسالة إنسانية وأخلاقية قبل أن يكونَ موقفًا دبلوماسيًا. رسالة تقول للعالم إن قطر ستبقى على عهدها، نصيرًا للسلام، مُدافعًا عن العدالة، وشريكًا حقيقيًا في بناء مُستقبل أكثر استقرارًا وأمنًا للمنطقة والعالم.


مدار الساعة (الراية القطرية) ـ