أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات خليجيات مغاربيات دين بنوك وشركات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الشناق تكتب: كفى مبادرات شكلية.. نحتاج مبادرات تُشغّل لا تُجمّل


نجوى صالح الشناق

الشناق تكتب: كفى مبادرات شكلية.. نحتاج مبادرات تُشغّل لا تُجمّل

مدار الساعة ـ

في كل بيت أردني شاب ينتظر فرصة، وأمّ تراقب ابنها يحمل شهادته وكأنها حلم مؤجل، وأب يردد في قلبه: متى يجد أولادي مكانهم الذي يستحقونه؟

هؤلاء هم وجوه الوطن الحقيقية، تعبوا في طلب العلم وآمنوا بأن الشهادة طريق المستقبل، لكن الأبواب ما زالت مغلقة، والفرص محدودة، والأمل معلق بين الانتظار والمحاولة.

من المهم الإشادة بكل مبادرة اجتماعية تسعى لتخفيف الأعباء عن الناس، مثل الدعوات إلى تقليل أيام العزاء وخفض تكاليف الزواج، فهذه الخطوات تعبّر عن وعي اجتماعي متقدم، وتسهم في نشر روح التكافل والاعتدال بين أفراد المجتمع.

إلا أن التحدي الأكبر ما زال قائمًا، ويتمثل في ارتفاع نسب البطالة بين حملة الشهادات الجامعية والعليا، وهي قضية تتطلب تحركًا وطنيًا شاملاً يوازي الاهتمام بالمظاهر الاجتماعية.

فمبادرات تقنين العادات وإن كانت إيجابية في جوهرها، إلا أنها لا تعالج جذور المشكلات الاقتصادية التي تثقل كاهل الأسر الأردنية.

إن الأولوية اليوم يجب أن تتجه نحو دعم فرص العمل، وتمكين الشباب، وتحويل طاقاتهم إلى مشاريع إنتاجية حقيقية تسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني واستقرار المجتمع.

إن الانتماء للوطن لا يتحقق بالشعارات، بل بالفعل والإنتاج والمشاركة في البناء.

وحب الأردن يتجلى حين نمنح أبناءه فرصًا عادلة تحقق لهم الكرامة وتتيح لهم الإبداع والمساهمة في خدمة وطنهم.

فالرهان الحقيقي يجب أن يكون على الشباب، لا على تقليص المظاهر وحدها، لأنهم أساس المستقبل وضمانة التميز والاستمرار.

يبقى الأردن وطنًا قادرًا على التميز بعقول أبنائه، وبإرادة من يؤمنون بأن التنمية الحقيقية تبدأ من الإنسان وتنتهي إليه.

ولعل تحويل المبادرات الاجتماعية من طابعها الشكلي إلى برامج تشغيل وتنمية مستدامة هو الطريق الأجدر نحو أردنٍ أكثر عدلًا، واستقرارًا، وتميّزًا.

مدار الساعة ـ