أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

حبش توضح كيف يغيّر اكتشاف البروفيسور عمر ياغي مستقبل الماء والهواء والطاقة


رولا حبش

حبش توضح كيف يغيّر اكتشاف البروفيسور عمر ياغي مستقبل الماء والهواء والطاقة

مدار الساعة ـ

عندما رأيت تهنئة جلالة الملك عبدالله الثاني للبروفيسور الاردني عمر ياغي لحصوله على جائزة نوبل للكيمياء لعام ٢٠٢٥ أصابني الفخر والفضول لأبحث عن التفاصيل . وهذا ما توصلت له .

في إنجاز عربي يبعث على الفخر، حصد البروفيسور عمر ياغي جائزة نوبل للكيمياء لعام 2025، تكريمًا لإسهاماته الرائدة في ابتكار مواد جديدة قادرة على معالجة بعض من أكبر تحديات العالم: شحّ المياه، تلوث الهواء، وأزمة الطاقة.

لكن ما الذي فعله هذا العالم ليُحدث كل هذا الأثر؟ وكيف يمكن لاكتشافاته أن تغيّر حياتنا اليومية؟

ياغي هو مؤسس مفهوم “الكيمياء الشبكية”، وهو علم يقوم على بناء مواد تُعرف باسم الأطر الفلزية العضوية (MOFs).

تتميّز هذه المواد بأنها شبيهة بالإسفنج على المستوى الذري، أي أن داخلها مليء بالثقوب الدقيقة جدًا التي يمكن أن “تحتجز” جزيئات من الماء أو الغاز أو حتى السموم، ثم “تُطلقها” عند الحاجة.

بهذا التصميم الذكي، أصبحت MOFs أشبه بمصانع صغيرة داخل المادة نفسها — تُهندس لتقوم بمهمة محددة بدقة بالغة.

في تجربة أجريت في صحراء أريزونا، استطاع فريق البروفيسور ياغي توليد مياه صالحة للشرب من هواء جاف جدًا، باستخدام جهاز بسيط يحتوي على مادة MOF خاصة.

تمتص هذه المادة بخار الماء خلال الليل، ثم تطلقه صباحًا عند ارتفاع الحرارة، لينتج ماءً نقيًا دون الحاجة إلى طاقة كهربائية كبيرة.

إنها خطوة علمية واعدة نحو توفير مصادر مياه جديدة للمناطق القاحلة والقرى البعيدة، وربما تصبح يومًا ما الحل للعطش في مناطق كثيرة من العالم العربي.

هواء أنظف وكوكب أكثر توازنًا

تعاني الأرض اليوم من ارتفاع نسب ثاني أكسيد الكربون (CO₂)، وهو الغاز المسبب للاحتباس الحراري.

بفضل أبحاث ياغي، أصبح بالإمكان استخدام مواد MOFs لامتصاص هذا الغاز من الجو، وتنقيته أو تخزينه بأمان.

بعض هذه المواد قادرة أيضًا على إزالة الغازات السامة من الهواء وتنقيته، مما يمهّد لتطوير فلاتر متطورة للمصانع والمنازل وحتى للمركبات الفضائية.

الطاقة النظيفة في متناول اليد

الهيدروجين هو الوقود الأنظف في العالم، لكنه يحتاج إلى وسيلة آمنة لتخزينه.

وقد أثبتت تجارب ياغي أن مواد MOFs تستطيع تخزين الهيدروجين والميثان بكفاءة عالية داخل مسامها الدقيقة، ما يجعلها خيارًا واعدًا لمستقبل السيارات والطائرات العاملة على الطاقة النظيفة.

بهذه الطريقة، يساهم اكتشافه في دعم التحول العالمي نحو اقتصاد منخفض الكربون ومستدام بيئيًا.

تنقية المياه من السموم

بعض أنواع MOFs تعمل كـ”غربال جزيئي” قادر على التقاط المعادن الثقيلة والمبيدات والملوثات الدقيقة من المياه.

هذه التقنية تفتح الباب أمام فلاتر تنقية منزلية وصناعية أكثر فعالية، ما يعزز الحق في مياه آمنة وصحية لكل إنسان.

رسالة العلم من عمّان إلى العالم

البروفيسور عمر ياغي وُلد في عمّان عام 1965، وانتقل بعلمه واجتهاده ليصبح أحد أبرز علماء الكيمياء في جامعة كاليفورنيا – بيركلي.

رحلته من بيئة عربية بسيطة إلى منصة نوبل العالمية تجسّد صورة العالم الذي لا يكتفي بالأبحاث النظرية، بل يسعى لجعل العلم أداة لخدمة الإنسان وحماية الكوكب.

إن ما قدّمه عمر ياغي ليس مجرد مادة جديدة، بل طريقة تفكير جديدة في العلم.

فمن خلال تحويل الهواء إلى ماء، وتنقية الجو من الملوثات، وتخزين الطاقة النظيفة، أثبت أن الكيمياء يمكن أن تكون طريقًا للأمل لا للمعادلات فقط .

مدار الساعة ـ