أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

ابو نقطة يكتب: وريث المجد ومهندس الغد.. الأمير الحسين ونقش الرؤية الهاشمية على جبين القرن الجديد


عبد الرحمن ابو نقطة
باحث في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني.

ابو نقطة يكتب: وريث المجد ومهندس الغد.. الأمير الحسين ونقش الرؤية الهاشمية على جبين القرن الجديد

عبد الرحمن ابو نقطة
عبد الرحمن ابو نقطة
باحث في المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأردني.
مدار الساعة ـ

في مشهد سياسي يتميز بالتحولات السريعة، يبرز اسم صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني كرمز للانتقال والرؤية المستقبلية في المملكة، بصفته النجل الأكبر لجلالة الملك عبد الله الثاني، لا يُمثل الأمير الحسين مجرد وريث للعرش الهاشمي العريق، بل يجسد صوت وطموح جيل جديد، يحمل على عاتقه مسؤولية مزج الأصالة بالتحديث.

الموازنة بين العسكرية والدبلوماسية: إعداد متكامل

لا يمكن فهم مسيرة ولي العهد دون الإشارة إلى الإعداد الدقيق والمتعدد الأوجه الذي تلقاه، فقد جمع الأمير الحسين بين الخلفية العسكرية القوية والمؤهلات الأكاديمية الرفيعة، وهو ما يعكس نموذجًا هاشميًا ممتدًا:

• الانخراط العسكري: تخرّج سموه من الأكاديمية العسكرية الملكية ساندهيرست (بريطانيا)، ويحمل حاليًا رتبة رائد في القوات المسلحة الأردنية. هذا الانخراط يضعه في قلب المؤسسة العسكرية، التي تُعد ركيزة الدولة الأردنية.

• العمق الأكاديمي: حصل على شهادة في التاريخ الدولي من جامعة جورج تاون (الولايات المتحدة)، هذا التخصص يمنحه فهماً عميقاً للسياقات الإقليمية والعالمية المعقدة التي يعمل فيها الأردن.

• الصوت الدولي: كسر الأمير الحسين حاجز التمثيل الرسمي التقليدي بمشاركته في محافل دولية بارزة، وأبرزها ترؤس لجلسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2015 وهو بعمر العشرين، ليصبح أصغر شخص يترأس هذا المجلس، في إشارة واضحة إلى دوره الفاعل على الساحة العالمية.

مؤسسة ولي العهد: الاستثمار في "الشباب القادر"

تُمثل مؤسسة ولي العهد (CPF)، التي أسسها سموه، حجر الزاوية في رؤيته للتحول الوطني. هي ليست مجرد مبادرة خيرية، بل منصة استراتيجية تهدف إلى تحويل التحديات التي يوجهها الشباب الأردني (كالبطالة والمشاركة المحدودة) إلى فرص حقيقية:

• شباب قائد لمستقبل طموح: تتركز جهود المؤسسة على ثلاثة محاور رئيسية: المشاركة الاقتصادية، والقيادة، والتنمية المجتمعية المستدامة.

• مبادرات نوعية: من أبرز إنجازاتها إطلاق جامعة الحسين التقنية (HTU)، التي تركز على التخصصات التقنية المطلوبة لسوق العمل، بالإضافة إلى مبادرات مثل "حقق" لتعزيز قيم الولاء والانتماء، و"جائزة ولي العهد لأفضل تطبيق خدمات حكومية" لتشجيع الابتكار التكنولوجي.

الحسين الشاب: شريك الجيل

في خطاباته وتواصله المباشر، يظهر الأمير الحسين كقائد لا يتحدث عن الشباب، بل يتحدث معهم ومنهم، هذا التواصل الفعال والمباشر يجعله شريكاً للجيل بدلاً من أن يكون مجرد راعٍ له:

• التركيز على التكنولوجيا والريادة: يولي سموه اهتمامًا خاصًا لتطوير منظومة الريادة والتكنولوجيا في الأردن، مُدركاً أنها مفتاح التنافسية في الاقتصاد العالمي.

• القدوة في المسؤولية: عبر توليه مهام وصاية العرش نيابة عن جلالة الملك في مناسبات عديدة، يُظهر ولي العهد قدرة مبكرة على تحمل مسؤوليات الحكم، ويُعد نفسه عمليًا لأداء الدور الأسمى.

في الختام، لا يقف الأمير الحسين بن عبد الله الثاني عند حدود المنصب الدستوري، بل ينسج مساراً قيادياً يقوم على التعليم المتقدم، والانخراط الميداني، والالتزام الصادق بتمكين الشباب، إنه "الحسين الشاب" الذي يجسد رؤية ملكية راسخة نحو أردن عصري، قوي، وله مكانة لائقة في القرن الحادي والعشرين.

مدار الساعة ـ