أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الكفاوين يكتب: الثقافة الحزبية الراشدة تحقق التوازن بين الانتماء المخلص للحزب والانتماء الراسخ للوطن


د.عبدالمجيد علي الكفاوين
عميد ركن متقاعد في القوات المسلحة الأردنية

الكفاوين يكتب: الثقافة الحزبية الراشدة تحقق التوازن بين الانتماء المخلص للحزب والانتماء الراسخ للوطن

د.عبدالمجيد علي الكفاوين
د.عبدالمجيد علي الكفاوين
عميد ركن متقاعد في القوات المسلحة الأردنية
مدار الساعة ـ

تُعدّ الثقافة الحزبية أحد أهم مرتكزات الحياة السياسية المعاصرة، فهي البوصلة التي توجه سلوك الأفراد داخل الأحزاب، وتحدد طبيعة العلاقة بين الانتماء الحزبي والانتماء الوطني. فحين تكون الثقافة الحزبية راشدة وواعية، فإنها تُسهم في بناء أحزاب فاعلة تعمل في إطار الثوابت الوطنية، وتُقدّم مصلحة الوطن على أي اعتبارات ضيقة.

إن الثقافة الحزبية الراشدة لا تُختزل في الشعارات أو المواقف السياسية الآنية، بل تقوم على منظومة قيمية وفكرية تُرسّخ مفهوم المشاركة المسؤولة والولاء المتوازن. فهي تُعلّم العضو الحزبي أن الانتماء إلى الحزب وسيلة لخدمة الوطن، وليس غاية بحد ذاتها، وأن الاختلاف في البرامج لا يعني خصومة في الانتماء، بل تنوّعًا في أساليب البناء الوطني.

وفي الحالة الأردنية، يشكّل الوعي الحزبي الراشد أحد أعمدة المشروع الإصلاحي الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حيث تتجه الدولة بثقة نحو ترسيخ الحياة الحزبية كخيار استراتيجي للإصلاح السياسي. فالأردن اليوم بحاجة إلى أحزاب تمتلك برامج وطنية واقعية، تستند إلى فهم عميق للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وتعمل بروح الفريق الواحد ضمن الثوابت الراسخة في الولاء للقيادة الهاشمية والانتماء للوطن.

إن بناء ثقافة حزبية راشدة يتطلب بيئة منفتحة ووعيًا جمعيًا يؤمن بالتعددية، ويحترم الرأي الآخر، ويعتمد الحوار أساسًا في العمل العام. فكلما ارتقى وعي المواطن الحزبي، تعزّزت ثقة المجتمع بالأحزاب، وتعمّقت المشاركة الشعبية في صنع القرار، مما يؤدي إلى تطوير منظومة الحكم وتفعيل أدوات الرقابة والمساءلة ضمن أطر دستورية سليمة.

إن الثقافة الحزبية الناضجة هي السياج الذي يحمي المسار الديمقراطي من الانحراف، وهي الضامن لأن تبقى الأحزاب أداة للبناء لا للهدم، وجسرًا للوحدة لا للفرقة. وعندما يدرك الحزبي أن ولاءه للحزب لا يتعارض مع إخلاصه للوطن، يصبح العمل الحزبي رافعة حقيقية للإصلاح والتنمية السياسية المستدامة.

إن الشباب الأردني اليوم هم عماد التحول الحزبي والإصلاحي المنشود، وهم من يعوّل عليهم في ترسيخ مفهوم الثقافة الحزبية الراشدة التي تجمع بين الوعي والانتماء والمسؤولية. فحين يتسلّح الشباب بالمعرفة السياسية، ويشاركون بفاعلية في الأحزاب الوطنية، فإنهم يسهمون في صياغة مستقبل الأردن على أسس من النزاهة والكفاءة والولاء الصادق للوطن وقيادته الهاشمية. إن دعم الشباب وتمكينهم فكريًا وسياسيًا هو الطريق الأمثل لضمان أن تبقى الثقافة الحزبية الأردنية ناضجة، وطنية الاتجاه، راشدة الفكر، ومخلصة في السعي لبناء وطن قويٍّ مزدهرٍ يسوده الأمن والاستقرار.

مدار الساعة ـ