لم تعد المرأة الأردنية تنتظر الفرص لتطرق بابها، بل صارت هي التي تصنعها بيديها، وتشق طريقها بثقة نحو الاعتماد على الذات. في زمنٍ ازدادت فيه التحديات الاقتصادية، برزت السيدات والبنات في مختلف المحافظات وهنّ يثبتن أن الإرادة أقوى من أي ظرف، وأن المشروع الصغير يمكن أن يكون مفتاح حياة جديدة.
من مطبخ البيت خرجت أفكار، ومن غرفة صغيرة بدأت قصص نجاح. بعضهن بدأن بصناعة المربى أو الحلويات أو الصابون الطبيعي، وأخريات اخترن التطريز، التصميم، أو إدارة صفحات إلكترونية لبيع منتجات محلية. ومع كل تجربة، تتكوّن حكاية امرأة رفضت الاستسلام، وقررت أن يكون لها دخلها واستقلالها المادي، دون أن تتخلى عن أنوثتها أو دورها الأسري.ومن بين هذه القصص تبرز حكاية زينة، صبية بدأت مشروعها بخطوات بسيطة، تصنع منتجاتها يدويًا بحبّ وشغف، وتشاركها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. لم يكن لديها رأس مال كبير، لكنها امتلكت حلمًا واضحًا وإصرارًا لا يلين. ومع الوقت، تحوّل مشروعها الصغير إلى براند يحمل بصمتها الخاصة، صار يُعرف بجودته وروحه الأردنية الأصيلة.زينة لم تتوقف عند نجاحها الشخصي، بل صارت تمد يد العون لفتيات أخريات، تشارك خبرتها وتشجّعهن على البدء، مؤمنة أن النجاح الحقيقي هو أن تفتح الطريق لغيرك.هذه المشاريع لم تمنح النساء فقط دخلاً، بل منحنهنّ ثقة بالنفس، وشعورًا بالقيمة. فكل سيدة تبيع منتجها، أو تُقدّم خدمتها، تشعر بأنها تساهم في اقتصاد بلدها، وتغيّر نظرة المجتمع تجاه المرأة العاملة والمبدعة.ورغم صعوبة البداية - من قلة الدعم، وارتفاع التكاليف، والتحديات التسويقية - إلا أن هؤلاء السيدات أثبتن أن النجاح لا يحتاج إلا إلى فكرة وإصرار. فاليوم نرى مبادرات نسائية تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، ومعارض للحرف اليدوية، وصفحات تحمل أسماء أردنيات شجاعات يُسوقن منتجاتهن للعالم بثقة وفخر.إن ما تصنعه النساء اليوم في الأردن هو أكثر من مجرد "مشاريع صغيرة"، إنه تحوّل اجتماعي واقتصادي هادئ يقوده الإبداع والاعتماد على الذات.وكل قصة نجاح جديدة، هي رسالة لبنات الجيل القادم:أن القوة ليست في الظروف، بل في من يصنع منها فرصة.الكردي تكتب: نساء يصنعن الأمل.. مشاريع صغيرة.. وأحلام كبيرة
مدار الساعة ـ