أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

المجالي يكتب: الأردن.. وسام السلام المستحق وكسر الحصار على غزة


نضال انور المجالي
متقاعد عسكري

المجالي يكتب: الأردن.. وسام السلام المستحق وكسر الحصار على غزة

نضال انور المجالي
نضال انور المجالي
متقاعد عسكري
مدار الساعة ـ

مدار الساعة - في خضم أتون الحرب المشتعلة في قطاع غزة، وبينما تتصاعد نداءات الإغاثة وتتعالى أصوات المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، يبرز دور المملكة الأردنية الهاشمية كركيزة ثابتة وقلب نابض بالدعم والمساندة لشعبنا الفلسطيني. إن الحديث عن إنهاء هذه الحرب لا يكتمل دون تسليط الضوء على الجهود الأردنية التي لم تتوانَ لحظة، لتؤكد من جديد أن الأردن وفلسطين جسد واحد.

القيادة الهاشمية... صوت الحق والثبات
منذ اللحظة الأولى للتصعيد، قاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين جهوداً دبلوماسية لا تعرف الكلل، متنقلاً بين عواصم العالم، حاملاً قضية غزة وفلسطين إلى كل محفل دولي. لم يكن دوره مجرد مطالبة بالسلام، بل كان صوتاً قوياً وواضحاً في فضح جرائم الحرب، والتحذير من مغبة التهجير القسري، والدعوة إلى حل شامل وعادل يقوم على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. وبموازاة ذلك، كان سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد الأمين، سنداً قوياً، مؤكداً على الوحدة الوطنية والموقف الثابت تجاه القضية الفلسطينية.

الأردن: كاسر الحصار ببراعة وإصرار

في الوقت الذي شهد فيه العالم تردد بعض الدول، كان الأردن في طليعة من كسروا الحصار المفروض على القطاع. لم يقتصر الدعم على المعونات التقليدية، بل تجاوزها إلى إدخال المساعدات بطرق مبتكرة وجريئة، كان أبرزها عمليات الإنزال الجوي المتكررة، التي قام بها سلاح الجو الملكي الأردني، متحدياً كل الصعاب لضمان وصول الغذاء والدواء إلى قلب القطاع المحاصر. كما شكلت المستشفيات الميدانية العسكرية الأردنية شرياناً حيوياً لتقديم الرعاية الطبية المنقذة للحياة.

هذه الجهود المشهودة تجعل الأردن أول من استحق لقب كاسر الحصار، ليس بالقوة العسكرية، بل بالقوة الإنسانية والأخلاقية والتنفيذ العملي على الأرض.

وحدة المصير: الأردن لن ينتظر الشكر

ما يقوم به الأردن تجاه غزة وفلسطين ليس عملاً إغاثياً عابراً ينتظر عليه التقدير أو الشكر، بل هو واجب أصيل وضرورة وجودية. إننا نؤكد هنا على حقيقة تاريخية وجغرافية لا تقبل الجدل: الأردن وشعب فلسطين وغزة جزء لا يتجزأ من بعضهم البعض. فالعلاقة تتجاوز حدود الجوار السياسي والإنساني لتصل إلى وحدة الدم والمصير المشترك.

لهذا، فإن التحرك الأردني لإنهاء الحرب، وتوفير الدعم، وكسر الحصار، ينبع من إيمان راسخ بأن أمن واستقرار الأردن مرتبط بشكل وثيق بأمن واستقرار أشقائه، وأن العطاء هنا هو عطاء لأهل البيت.

وسام السلام المستحق... للأردن ملكاً وشعباً

إذا كان هناك من يستحق أن يتوّج بوسام السلام عن جدارة في هذا المشهد المأساوي، فهو الأردن... ملكاً وشعباً. فالأردن لم يطالب بالسلام فحسب، بل دفع ثمنه، وحافظ على استقراره، وعمل بجد على تحقيقه للجميع. هذا الوسام ليس فقط تقديراً للدور الدبلوماسي أو المادي، بل هو اعتراف بالموقف المبدئي والتضحية العملية التي قدمها الأردنيون بقلوب مفتوحة، والذين اعتبروا إغاثة غزة ومساندتها واجباً دينياً ووطنياً وإنسانياً.

خلاصة القول: إن إنهاء الحرب على غزة يتطلب ضغطاً دولياً حقيقياً، لكنه أيضاً يحتاج إلى نموذج يحتذى به في الثبات على الموقف وتقديم العون العملي دون انتظار مقابل. والأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الأصيل، قدم هذا النموذج بامتياز. فهل يعي العالم أن مفتاح السلام الحقيقي يمر عبر إنصاف الشعب الفلسطيني ودعم هذه المواقف الثابتة؟

حفظ الله الأردن والهاشميين.

مدار الساعة ـ