أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الدعجة يكتب: الأردن.. وطن إذا ضاق العالم اتّسع صدره


احمد الدعجة
التلفزيون الاردني

الدعجة يكتب: الأردن.. وطن إذا ضاق العالم اتّسع صدره

 احمد الدعجة
احمد الدعجة
التلفزيون الاردني
مدار الساعة ـ

والله ما خفقت رايةُ العروبةِ في سماءٍ إلا وكان للأردن فيها سهمٌ من شرف... ونصيبٌ من التضحية... هي البقعة التي لو نطقت حجارتها لقالت: "مرحبًا بكل قلبٍ أتعبه الطريق"

ولو فتحت ذراعيها أكثر مما هي مفتوحة لاحتوت الكون بما فيه من وجع وتعب وغربة....

أنها الأردن دار الهواشم ... مهد النشامى وشامة الكرامة على جبين الأمة... أرضها ليست كأي أرض إنّ لها عبقًا من طين الكرامة ونكهة من عرق الجدود وملمسًا من دفء الصدور التي احتضنت الملهوف قبل أن يسأل والمكسور قبل أن ينهار...

منذ أن أشرقت شمسه والأردن لا يغلق بابه ولا يسأل الطارق من أنت؟ بل يقول: "أدخل بسلام، فإن الدار دارك، والوجع وجعنا."

من فلسطين إلى العراق من سوريا إلى لبنان من كل بقعةٍ كسرتها الحرب كان الأردن هو الحضن وكان أهله كالمهاجرين والأنصار... من آوى أخاه في الدين والدم واللغة ولم يسأله مقابلاً إلا أن يطمئن.

فيكِ يا عمّان مرّ اللاجئ والتائه ونام بين اضلعك من لم يعرف للنوم طعمًا منذ غادر وطنه فكان دفء ليلك أحن من أوطان لا دفء فيها.

الأردنيون... هم من قال عنهم نزار قباني:

"إذا خُيّرتُ في وطنٍ، لقلتُ هواكِ يا عمّانُ يكفيني"

ولعلّ الشاعر لم يقلها مجاملة بل لأنها حقيقة تُشعر بها كل الأرواح التي وطئت هذا التراب وشربت من ماء الأردن.

أنت الوطن الذي إذا تنكّر العالم لإنسانيته ذكّرهم بكيف تكون الأخلاق.

في حضن الأردن تجسّدت النبوة حكما والأنصار شعبا فالهاشميون أحفاد البيت الطاهر لم يروا في الإنسان رقماً أو عبئاً بل أمانةً في أعناقهم يسبق فعلهم القول وتسبق نخوتهم كل نداء فكانوا حيثما وُجد الوجع يربتون على الكتف ويغرسون في الأرض أملاً.....

أما الشعب الأردني فقد تقاسم الخبز والملجأ فتح قلبه قبل بابه، وقال لكل مكلوم : “بيتي بيتك ووجعي وجعك فكان الأردن دولة صغيرة بحجم الخريطة عظيمة بحجم إنسانيتها

والله لا توجد بقعة على هذه الأرض تشبه وطني لأنه كان ولا زال...

"دار من لا دار له"....

مدار الساعة ـ