أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

النائب الحنيطي يكتب: حين يتنكر الشخص لأصله وأهله


النائب الصحفي عطاالله الحنيطي

النائب الحنيطي يكتب: حين يتنكر الشخص لأصله وأهله

مدار الساعة ـ

من المؤسف أن يتحول النجاح أحيانًا إلى جدار عازل بين الإنسان وجذوره. فكلما ارتفع صيت بعض الشخصيات في المحافل الدولية، تلاشت ملامح انتمائهم الأول، وكأن الأصل عار يجب أن يُخفى، أو ماضٍ يُمحى.

هذا هو الانطباع الذي يخرج به الناس عند الحديث عن الدكتور عمر ياغي ، الذي تنكر لأصوله الأردنية بصمتٍ مستفز أحيانًا، وتجاهلٍ مقصود أحيانًا أخرى والذي بات ناكراً للجميل ليس لأصوله فقط وإنما لأهله وشعبه ومعلميه .

وُلد عمر ياغي في عمّان عام 1965، أي أن جذوره أردنية لا لبس فيها إذ تعلم في المدارس الأردنية وكبر وترعرع في مدن وقرى الأردن . ومع ذلك، حين تستعرض مقابلاته، سيرته الذاتية، ومشاركاته في المؤتمرات، فلن تجد اعترافًا مباشرًا أو تلميحاً أو احتفاءً حقيقيًا بانتمائه للأردن. ولم يسجل له أن ذكر الأردن لا كمصدر فخر، ولا حتى كموطن أول. وكأن الرجل لم يعش على ترابه يومًا، ولم يتشكّل وجدانه الأول في مدنه وبيئته.

واللافت أن ياغي لا يتردد في الحديث عن انتمائه الأكاديمي الغربي، وتحديدًا الأمريكي، بفخر وامتنان وتقدير ، والسؤال هل النجاح في الخارج يستدعي إنكار الأصل؟

فكل العلماء من كل الجنسيات يفخرون بانتمائهم، ويتحدثون عن بلدانهم الأولى في كل محفل، بل يبحثون عن طرق لرد الجميل. فلماذا يصر ياغي على هذا الصمت تجاه وطنه الأم؟

ويحق للأردنيين كافة أن يسألوا ياغي عن الوفاء والمروءة والشهامة التي يتوجب على كل رجل أن يتحلى بها فكل الجوائز والشهادات والدرجات العلمية والوظيفية التي يحققها الشخص لا تساوي شيئاً إن لم يتحلَّ بهذه الصفات الحميدة .

وهذا الأمر يعد واجباً وطنياً وهو أدنى مستويات الوفاء للوطن والشعب . وعليه فإن الكافة يسألون أين إسهامات عمر ياغي في تطوير البحث العلمي وتمكين الشباب ورعايتهم؟

الأردن كوطن وكبلد وبكل مؤسساته ساهم في صناعة عمر ياغي، ولم يكن غريباً عنه. فهل جزاء هذا الوطن أن يُمحى من سيرة أحد أبنائه فقط لأنه قرر أن النجاح لا يحتاج إلى ذاكرة وأنه لغايات النفاق ولأسباب جهوية أو حزبية أو أي أسباب أخرى يتم نكران الوطن؟
وهنا نستذكر قول الشاعر …

"كأنه ملح إجدادنا ملح بارود …

كل الذي ذاقوه ثاروا علينا"

في النهاية، قد يكتب التاريخ اسم عمر ياغي الذي تعمد في الكنيست كعالم، لكنه سيتجاهله كرمز ولا كوطني ، لأن الرمز لا يكتمل إلا إذا اقترن بالانتماء والوفاء.

مدار الساعة ـ