إنه مايكل غلوس الجندي الأمريكي 21 عاما الذي قرر التجوال في روسيا وليس في أي دولة أخرى ، و أنخرط طوعا في الجيش الروسي عام 2024 للمساهمة في الدفاع عن روسيا الاتحادية العظمى بعد شعوره بعدالة قضيتها وسط الحرب الأوكرانية في زمن تسببت فيه بلاده أمريكا – الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس السابق جو بايدن إلى جانب رئيس وزراء بريطانيا باريس جونسون ، و بعد اختراق التيار البنديري الأوكراني المتطرف و إنقلاب ( كييف ) 2014 في اندلاع حرب شعبية داخل أوكرانيا وعبر تزويد نيرانها لوجستيا ، و بالمال الأسود الوفير، استمرت ثماني سنوات راح ضحيتها بداية حوالي 14 الفا من المكون الروسي و الأوكراني و تشريد غيرهم ، و التشجيع على ضم شرق و جنوب أوكرانيا قسرا بعد استغلال حصول أوكرانيا على استقلالها من الاتحاد السوفيتي طوعا ، و بموافقة روسية ، و بعد منح روسيا لأوكرانيا منطقتي ( القرم و الدونباس ) الروسيين التي عاشت من دونهما قبل الاستقلال ، ثم جنحت ( كييف ) صوب الغرب ، و تحديدا و هو الأخطر، تجاه حلف ( الناتو ) العسكري المعادي لروسيا و للتجمع السوفيتي السابق بدلا من البقاء داخل حلف الدول المستقلة عن الاتحاد السوفيتي ، و عدم التغريد خارج السرب .
و المدهش في موضوع الأمريكي هذا هو أنه تربى في بيت والدته -جوليانا - الشخصية الثانية في جهاز الاستخبارات الامريكية ( سي . أي . إيه ) ، ووالده لاري محارب سابق في العراق . وتم تدريبه في الجيش الروسي ، و لم يعتبر نفسه منشقا أو خائنا لبلاده العظمى أمريكا و لدستورها ، بل محررا و ليس شريكا في أية مشاريع احتلالية ، و استشهد في دونيتسك بدرون أوكراني ، و منح وسام البطولة و الفداء الروسي . و لم يسمع بقصته الرئيس فلاديمير بوتين إلا بعد استشهاده ، و قالها بوتين بنفسه ، و هو الأمر المدهش أكثر رغم أن الرئيس بوتين رئيسا لدولة عظمى و قائد سابق لجهاز ( الكي . جي . بي ) و يقود جهاز ( في . إس . بي ) الأمني من وسط قصر الكرملين بصفته رئيسا لروسيا .ربما لا يكون الجندي الأمريكي – مايكل - وحيدا في روايته الحقيقية القتالية و سط الجيش الروسي ، و في جبهته الأمامية ، لكنه وجه رسالة للغرب الأمريكي مجتمعا ، بأن حربهم ضد روسيا تحت مظلة ( الناتو ) ومن خلال ( كييف ) غير مبررة ،و بأن هدفهم المشترك هو استنزاف روسيا فقط لأنها ناهضة و عظيمة و عظمى . و لو أراد الغرب فهم مجريات الحرب الأوكرانية شيوعا لذهب إلى السلام ، و شجع على الوصول لنتائج مرضية للعاصمة ( كييف ) الخاسرة للحرب و السلام معا الان . وما دام القطب الواحد في الغرب ماثلا بصفة أحادية القطب غير العادلة ، ستبقى الحرب الباردة و سباق التسلح مع روسيا ، و الصين ، و الهند ، و كوريا الشمالية ،ومع كل دولة في شرق و جنوب العالم مستمرة . و لم تكن روسيا في المقابل يوما محتلة لأوكرانيا و حتى اليوم ، و لا متحرشة بأوروبا عبر المسيرات المخادعة و المبرمجة من جهة الغرب نفسه .وحدود عام 1991 ،أي إستقلال أوكرانيا طوعا عن الاتحاد السوفيتي جاء بقرار سوفيتي تقدمته روسيا الاتحادية ، و تم منح أوكرانيا المستقلة العضو في الأمم المتحدة مساحات جغرافية روسية الأصل تمثلت في ( القرم و الدونباس ) شريطة عدم التغريد خارج السرب السوفيتي السابق و للدول المستقلة عنه ، لكن النظام السياسي الأوكراني في عهد فلاديمير زيلينسكي خاصة ،و في عهد الرئيس الأوكراني السابق بيترو باراشينكا أيضا جذف تجاه الغرب و ( الناتو ) ،الحلف المعادي لروسيا ، و لكل التجمع السوفيتي السابق الشرقي . و أمريكا – كلينتون عام 2000 رفضت اقتراحا لروسيا – بوتين للأنضمام للناتو للجم الحرب الباردة و سباق التسلح . و لذلك قررت روسيا الدفاع عن سكان ( القرم و الدونباس) و معظمهم من الروس و الناطقين بالروسية إلى جانب الأوكران ، و عن القرم و الدونباس الروسيين الأصل اللذان أصبحا جزءا من الدستور الروسي . و بالمناسبة لقد حررت روسيا لغاية الان 5000 كلم و 221 قرية ، و هي سارية بجيشها إلى الأمام في التحرير غير أبهة بمشاريع الغرب المتعاون سلبا مع نظام( كييف) لتحقيق أهداف غير مشروعة . و لم تنفع( كييف ) و لا الغرب مجتمعا بقيادة أمريكا صرف مليارات هائلة من الدولارات فاقت ال500 مليار دولار على الحرب. و الخسائر البشرية وسط العسكر الأوكران بنسبة وصلت من 1- 10 لصالح روسيا .ولم تتمكن ( كييف ) و جيشها و سلاح الغرب منذ اندلاع العملية الروسية العسكرية التحريرية الدفاعية الإستباقية بتاريخ 24 شباط 2022 من التقدم سينتيميترا واحدا تجاه الاراضي الروسية المحررة عبر صناديق الاقتراع أولا.عندما زار الرئيس بوتين أمريكا في الاسكا الروسية الأصل ، و التقى الرئيس ترامب 2025 ،كان روسيا شجاعا ،و لم يتمكن ترامب حتى الساعة رد الزيارة بمثلها و لدرجة أنه ارتعب عندما دعاه الرئيس بوتين بالانجليزية لزيارة موسكو ، و انقلب بعد مسافة زمنية قصيرة من الزيارة الروسية الرئاسية على موسكو – بوتين و عاد يغازل زيلينسكي من جديد ، و نسي توبيخه داخل البيت الأبيض لأنه راغب بتحريك حرب عالمية ثالثة . و بدأ ترامب ، و هو المضحك ، بتشجيع زيلينسكي على احتلال روسيا ، ووعده بصواريخ توما – هوك بعيدة المدى القادرة على ضرب العمق الروسي و استهداف قصر ( الكرملين ) الرئاسي حتى . وهو الأمر الذي رد عليه الرئيس بوتين بأعصاب هادئة داعيا لتقوية الدفاعات الجوية الروسية ، و إن لزم الأمر لقطع العلاقات مع واشنطن .إن تم توقيع السلام الروسي – الأوكراني بعد عهد زيلينسكي المنتهية ولايته ، فهو خير لروسيا و لأوكرانيا ( كييف ) معا ، و إن استمر زيلينسكي في الحكم و بصورة غير شرعية سينتهي المشهد الأوكراني بالكامل . و لقد قال ( القرم و الدونباس ) كلمته لصالح روسيا مبكرا من قبل صناديق الاقتراع ، و ليس بسبب العملية العسكرية الخاصة فقط . و الغرب المتأمر على روسيا كشف أوراقه بنفسه ،و روسيا ماضية ناهضة ، و كذلك الصين ، و الهند كدول عظمى . ولقد أصبح الوقت مناسبا لأمريكا قائدة أحادية القطب لكي تتواضع و تتوازن مع أقطاب العالم العظمى و الصغيرة و الأصغر ، و لكي تعزف عن التغول على اقتصادات العالم و سياساتها . وهاهي روسيا – بوتين عازمة على جمع قادة العرب في يناير الشهر المقبل من هذا العام 2025 للتباحث في شؤون القضايا العالقة و في مقدمتها الفلسطينية الواجب أن تبقى عادلة بعد انتهاء الحرب في غزة بجهد دولي ، وهي الحرب الدموية التي لم يشهد العالم المعاصر مثيلا لفضاعتها . و سوف يستمع زعماء العرب من الرئيس بوتين عن اخر خطوات الحرب و السلام الروسية – الأوكرانية ،و عن أهمية التعاون الاقتصادي، و التكنولوجي، و العسكري ، و الفضائي ، الروسي – العربي في الزمن المعاصر الصعب.العتوم يكتب: جندي أمريكي في الجيش الروسي
مدار الساعة ـ