أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الضمور يكتب: الملك الذي غيّر المعادلة بثباته


المحامي حسين احمد الضمور

الضمور يكتب: الملك الذي غيّر المعادلة بثباته

مدار الساعة ـ

من وقوف الملك بثباتٍ في لحظةٍ فارقة، تغيّرت ملامح مخططاتٍ كبرى كانت تُرسم للمنطقة في الخفاء والعلن. لم تكن مجرد مواقف سياسية عابرة، بل كانت كلمة قائدٍ يدرك موقع بلده، ويعرف حدود الكرامة التي لا تُساوَم.

حين واجه جلالة الملك عبدالله الثاني الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب، لم يكن اللقاء عاديًا، ولم تكن المفاوضات مجاملة بروتوكولية. كان حديث ملكٍ يحمل في صوته صدى الأمة، وفي عينيه وجع القدس، وفي قلبه نبض الأردنيين جميعًا. بكلمةٍ واحدة، وبحضورٍ هاشميّ مهيب، أوقف مشروع التهجير الذي كان يُخطط له تحت مسمياتٍ مختلفة.

وقف بثبات الملوك وحكمة الهاشميين، فلم يُساوم على حقٍ ولا تهاون في مبدأ. كان يدرك أن الوطن ليس قطعة على رقعة شطرنج السياسة، بل رسالةٌ ممتدة من التاريخ إلى الحاضر، تحمل أمانة الآباء والأجداد.

واليوم، من كانوا بالأمس يهاجمونه ويتهمونه، عادوا أنفسهم ليصفقوا له ويشكروا حكمته، بعدما تبيّن أن موقفه الثابت كان صمّام أمانٍ لأوطانٍ وشعوبٍ بأكملها.

هكذا هم الهاشميون، لا يسعون إلى التصفيق، بل إلى الصواب. يُهاجَمون أولًا لأنهم يسبقون زمانهم، ثم يُصفّق لهم الجميع حين تنكشف الحقائق.

لقد أثبت الملك عبدالله الثاني أن القيادة ليست شعاراتٍ تُقال، بل مواقف تُصنع وقت العاصفة. وأن صوت الحكمة، وإن بدا وحيدًا في البداية، يعلو في النهاية فوق كل ضجيج.

مدار الساعة ـ