أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

العلاونة يكتب: إنذار ملكي صريح: الفشل مصيرنا ما لم تشرق شمس الدولة الفلسطينية


ثابت خالد العلاونة
محامٍ متدرب

العلاونة يكتب: إنذار ملكي صريح: الفشل مصيرنا ما لم تشرق شمس الدولة الفلسطينية

ثابت خالد العلاونة
ثابت خالد العلاونة
محامٍ متدرب
مدار الساعة ـ

لقد تجاوزت تصريحات جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين التي أدلى بها لبرنامج بي بي سي بانوراما عشية قمة شرم الشيخ للسلام حدود الدبلوماسية المعتادة لتصبح بمثابة إنذار استراتيجي صارخ للأطراف كافة فإنها ليست مجرد دعوة متجددة للسلام بل هي تحليل عميق يربط مصير المنطقة بأكملها بتحقيق العدالة للفلسطينيين وجوهر الرسالة الملكية هو أننا أمام مفترق طرق لا ثالث لهما إما العدل والسلام القائم على الحقوق وإما الفشل الإقليمي المطلق والممتد.

اولاً: اليقين المرير فالشرق الأوسط محكوم بالفشل حيث أطلق جلالة الملك تحذيراً لا لبس فيه بأن المنطقة محكوم علينا بالفشل ما لم نجد حلاً جوهرياً للقضية الفلسطينية وهذا التحذير يقوم على رؤية ثاقبة إلا وهو تفكيك الأمن الإقليمي فلا يمكن لإسرائيل أن تشتري الأمن الحقيقي والإدماج في المنطقة بينما يظل المحيط العربي والإسلامي يغلي بالغضب والاحتقان وإن عدم إيجاد مستقبل مشترك وعلاقة طبيعية بين العالمين العربي والإسلامي وإسرائيل يعني استمرار حالة اللاحرب واللاسلم المدمرة ف خطر التصعيد العالمي لم يعد النزاع محصوراً بين ضفتي النهر فجلالته تساءل كم اقتربنا من صراع إقليمي إن لم يكن انقسامًا شمالي جنوبي يشمل العالم كله مشيراً إلى أحداث عنف واسعة كالحرب مع إيران والهجمات المتبادلة وإن القضية الفلسطينية هي نقطة الاشتعال التي تهدد بزعزعة استقرار النظام الدولي برمته.

ثانياً: البوصلة الثابتة فحل الدولتين ليس خياراً بل ضرورة وجودية في مواجهة حالة اليأس ويشدد جلالته على أن تنفيذ حل الدولتين هو البوصلة الوحيدة للنجاة وهذا الحل الذي يقضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدس الشرقية ليس مجرد طرح سياسي بل هو إطار للعدل حيث تجاوز إخفاقات الماضي بالإشارة إلى المحاولات السابقة التي وصفها بالفاشلة ويشدد جلالته على أن الحلول المؤقتة أو الصفقات الجانبية دون أساس عادل لن تؤدي إلا إلى تأجيل الانفجار ف ضمان المستقبل للأجيال هو السلام الحقيقي الذي يتطلب اعترافاً بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ووجوده إلى جانب حق الإسرائيليين في العيش بأمان.

ثالثاً: صراحة ملكية بين الشريك المشكوك فيه والدور الأمريكي تميزت تصريحات جلالته بالوضوح في تحديد العوائق أمام السلام ف أزمة الثقة مع القيادة الحالية والجملة القوية التي هزت الرأي العام كانت تأكيد جلالته على أنه لا يثق بأي شيء يقوله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه إدانة واضحة لغياب الإرادة السياسية الصادقة للسلام من الطرف الإسرائيلي الحالي وتأكيد على أن المصداقية هي الأساس لبناء أي عملية تفاوضية جادة واما المطالبة بالانخراط الأمريكي الجاد شدد جلالته على ضرورة أن يظل الرئيس الأمريكي منخرطاً بشكل فعال في العملية محذراً من أن مكامن الخطر تكمن في التفاصيل في أي اتفاق فهذه رسالة قوية لواشنطن مفادها أن الأمر يتطلب ضغطاً ورقابة على التنفيذ وليس مجرد دور الوسيط الغائب.

إن كلمة جلالة الملك عبد الله الثاني هي نداء أخير للجميع لإدراك أن ثمن المماطلة وتجاهل الحق الفلسطيني لم يعد يدفع من قبل الفلسطينيين وحدهم بل يهدد بانهيار الأمن الإقليمي بأكمله فالمصير المشترك مرتبط بالقرار الشجاع لتطبيق العدل وإقامة الدولة الفلسطينية.

مدار الساعة ـ