أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الأردنيون يبهرون العالم.. مجدداً


علاء القرالة

الأردنيون يبهرون العالم.. مجدداً

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

منذ اندلاع العدوان على غزة قبل عامين، وقف الأردنيون موقفا عظيما لم يفاجئنا بقدر ما فاجأ العالم الذي راقب كيف تحول هذا الوطن الصغير جغرافيا للاعب كبير بساحات السياسة والدبلوماسية والدعم الإنساني، فكنا حاضرين بالفعل والموقف والتأثير، وكتبنا حضورنا بكل المحافل، من شوارع العالم إلى غرف القرار وحافظنا على استقرارنا وقوتنا، فاي فخرا يحق لنا به ان نفاخر العالم بما حققنا سياسيا واقتصاديا؟.

نعم نجحنا كأردنيين بنصرة غزة لا بالشعارات وحدها، بل بكشف «الرواية الإسرائيلية» ومحاولات التضليل التي سعت لتحويل الجلاد إلى ضحية، وكان صوتنا مع فلسطين بكل مكان، وانطلقنا من عمان إلى كل «ساحات العالم» لنعيد توجيه الرأي العام نحو الحقيقة، حتى رأينا «التحول الكبير» في الشوارع، والمواقف، والضمير العالمي الذي بدأ يميل لصالح الضحية.

استطعنا، بجهد الدولة والمجتمع وبقيادة هاشمية فذه، أن نكسر الحصار على غزة برا وجوا، فكنا الدولة الوحيدة التي وصلت بمساعداتها إلى داخل القطاع رغم كل المعيقات، وأنشأنا المستشفيات والمخابز، وأطلقنا المبادرات، ولم نترك شعبنا وحيدا في الميدان، ودعمنا صمودهم وأسهمنا بإفشال «مخطط التهجير»، فبقيت غزة على أرضها، وبقيت الضفة واقفة، وبقيت القدس عربية اسلامية بهويتها.

وبينما كنا نواجه عدوانا خارجيا ودفاعا عن أعدل القضايا، لم نغفل عن بيتنا الداخلي، بل استطعنا أن نحمي استقرارنا السياسي والاقتصادي والأمني، وسط محاولات «التشويش والإرباك والتحريض» التي لم تتوقف، وواجهنا ذلك بالوعي والتماسك، وكان الرد أرقاما ومؤشرات وافعلا واستثمارات واقتصادا ينهض ويتقدم.

ورغم كل شي من مؤمرات والتحريض والشائعات فقد حقق الاقتصاد الوطني خلال العامين نمو لم نشهده منذ سنوات فسجل الناتج المحلي ارتفاعا بنسبة 2.8%، ووصلت بورصة عمان لأكثر من 3100 نقطة، وقفزت الصادرات بنسبة 8%، والدخل السياحي بنسبة 6.8%، وارتفعت «الاحتياطيات الأجنبية» إلى 23 مليار دولار، وحافظنا على معدلات البطالة والتضخم مستقرة فمر كل شيء على الاردنيون بردا وسلاما.

فكل ذلك تحقق بظل ظروف استثنائية، وضغوط غير مسبوقة، وأزمات عالمية لم يسلم منها أحد، لكن الأردنيين وكما العادة، كانوا على قدر التحدي، وربما أكبر من التوقع، ولم يستسلموا للموجات السلبية، ولم يسمحوا لبعض الخطابات التحريضية أن تخترق وحدتهم، وظلوا قابضين على وعيهم كما يقبض المرء على الجمر.

خلاصة القول، ما فعله الأردنيون لا يختزل بعنوان و رقم، بل في شعور عميق بالكرامة، والانتماء، والواجب، والريادة لاننا وقفنا إلى جانب الحق، ونجحنا في حمايته، وأثبتنا أن الدولة التي اختارت أن تبقى مع فلسطين، ستبقى ثابتة بضمير الأمة والتاريخ، مهما تعاظمت الضغوط وتعقدت الحسابات، فهذا وقت الفخر لا التواضع، ووقت الوعي لا الغرور، وخاصة اننا سأهمنا باحباط مخطط تصفية القضية الفلسطينية.

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ