انتهت الحرب في ( غ ز ة ) و هذا ما أفرحنا و أسعدنا و جعلنا في حالة سعادة غامرة ، أهلنا في غزة شعبٌ يستحق الحياة ، يعشقون أرضهم ، قاوموا العالم حتى كسروا شوكة هذا الإحتلال الدنيء . لكن لنعود الى حالتنا الأردنية الداخلية التي تحتاج الى غربلة و إعادة ترتيب في جميع الاتجاهات؛ ففي أثناء الحرب صدّر لنا الإعلام نماذج يدّعونَ ( الفهم ) ، صدّروا لنا الكثير من الفرضيات و الحالات ، الأغلبية منهم. وأنا هُنا لا أُعمم، سعوا جاهدين للظفر في أي موقع حتى و لو على حساب بيّع ضمائرهم و وجدانهم . سؤالي هنا: هؤلاء من قدمهم ؟! و من كانَ مشرفًا على اختيارهم وإظهارهم بهذا الشكل ؟! ، لننظر الى تجربة قناة الجزيرة مثلاً، و نسأل أنفسنا: لماذا كانت قادرة على النجاح بهذا الشكل ؟! كانت قادرة لأنها غير قائمة على العلاقات و المحسوبيات ، كانت قادرة لأنَّ ظهور فلان الى الشاشه غير معتمد على معرفة فلان في القناة أو بناء على توصية من أحد؛ بل كان هذا الظهور قائماً على الكفاءة والمهنية. ولعل أهم ما يِمُيز هذه القناة ذات الحضور الجماهيري الواسع، إضافة إلى ما سبق، أن عدداً من عامليها ومراسليها بذلوا أرواحهم، وكانوا بحق شهداء الكلمة والحقيقة، قدّموا أرواحهم نصرة للحق وللناس المكلومين هناك.
انا هُنا لستُ في حالة إدانة للإعلام في بلدنا الحبيب ولا في حالة تقييم لأدائه، لكن ما يبعث على الأسف والحيرة أننا شاهدنا وقراءنا خطاباً انهزامياً قُدّم للناس دون أدنى تفكير . لقد جُحد الأردن، و أنكر هؤلاء دوره. والآن أينَ هم ؟! هل سيستمرونَ في خزعبلات التحليل او سيتحولون الى إطلاق عبارات الإصلاح و تحريك عجلة الاقتصاد ؟! نحنُ معنيون في تقديم وجبة وعي للشارع الأردني و معنيون أيضاً في وضعهم في صورتهم الحقيقية، وأن نبين لهم حجم التحديات التي تواجهنا؛ بعيداً عن مرمى المؤامرات او حتى الاتهامات وتضخيم الأحداث.نعم الأردن تم توجيه إساءات لهُ. ولا ينكر ذلك كل ذي بصر وبصيرة، وكان ذلك من خلال طريقة إيصال الصوره للناس التي كانت كارثية بكل معنى الكلمة.نحنُ في المئوية الثانية من عمر الدولة منذُ تأسيسها ، أطلقنا ملفات التحديث الثلاثة ، وهناك تحديات نواجهها، في مقدمتها الوضع الاقتصادي الذي تبذل الجهود من أجل جعله اقتصاداً متمكناً، وهناك سعي حميم من أجل التقليل من مشكلتي الفقر والبطالة. من أجل ذلك يجب مراجعة كل شيء داخل الدولة ، مراجعة السياسات ، مراجعة الى أي مدى وصلت الحكومة في تطبيق رؤى و توجيهات جلالة الملك الرشيدة في هذا المجال .الأردن خاضَ معركة ( غ ز ة ) و اشتبك سياسيًا و دبلوماسيًا بكامل قوته و استطاعته بالرغم من ثقل و حِمل الضفة الغربية التي كانت الأكثر خطرًا عليه جغرافيًا و التي كانت وحدها جبهة و معركة بحد ذاتها في منع التهجير القسري منها ، انتهينا الئىن و قدمنا دروسًا سياسية و دبلوماسية من الطراز الرفيع، لكن الآن علينا النظر لأنفسنا ، وتقيم كل شيء ، مؤوسسات الدولة يجب أن تُعيد النظر بكامل المشهد الداخلي، و أول شيء يجب البدء فيه هؤلاء المحللون ( الديجتال ) الذين سينتقلون الى إطلاق عبارات الإصلاح و نمو الإقتصاد ، الأردنيون ينتظرونَ الكثير و في الوقت نفسه يستحقون الأكثر و الأفضل؛ لأنهم صبروا و ربطوا على قلوبهم الموجوعة في الصبرِ و الكرامةِ و الكبرياء، و كانوا وما زالوا على عهدهم دائمًا في الوفاء للهاشميين و للأردن ، حمى الله هذهِ الأرض الطهور، و أدام مُلك و عز و إنسانية الهاشميين مهما حيينا ..الشهوان يكتب: بعدَ معركة غزة.. آنَ للأردن أن يراجع ذاته
مدار الساعة  ـ