أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات خليجيات مغاربيات دين بنوك وشركات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الخوالدة تكتب: موقف الملك عبدالله مع غزة.. بين الواقع والالتزام الحقيقي


ديانا جريد الخوالده
المهندسة

الخوالدة تكتب: موقف الملك عبدالله مع غزة.. بين الواقع والالتزام الحقيقي

مدار الساعة ـ

من يتابع موقف الملك عبدالله الثاني من أحداث غزة يدرك أن الأردن يتعامل مع القضية بعيداً عن الشعارات والضجيج، فالموقف هنا ليس مجرد كلمات بل خطوات عملية مدروسة تؤكد أن فلسطين وغزة ليستا ملفاً سياسياً عابراً، بل مسؤولية إنسانية ووطنية ثابتة في وجدان الأردنيين وقيادتهم.

منذ اللحظة الأولى للعدوان على غزة، كان صوت الملك واضحاً في المحافل الدولية والعربية وهو يدعو إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار، وحماية المدنيين، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون أي عوائق. لم تكن هذه الدعوات مجرد تصريحات بروتوكولية، بل تحركات حقيقية تُرجمت في الأمم المتحدة، وفي لقاءات مع قادة العالم، وفي اتصالات مستمرة مع الأطراف الفاعلة للضغط نحو حل عادل ومستدام.

الموقف الأردني بقيادة الملك عبدالله رفض بشكل قاطع أي حديث عن تهجير أو ضم أو حلول مؤقتة على حساب الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن لا سلام ولا استقرار في المنطقة ما لم يُعترف بحق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة على أرضهم وعاصمتها القدس الشرقية. وفي الوقت نفسه، واصل الأردن إرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة براً وجواً، في ظل ظروف صعبة، ليبقى من أوائل الدول التي لم تكتفِ بالمناشدة بل قدّمت فعلاً على الأرض.

الدبلوماسية الأردنية خلال الأزمة تحركت باتزان ومسؤولية، فبينما سعت بعض الدول إلى اتخاذ مواقف إعلامية صاخبة، اختار الأردن العمل الهادئ والفاعل، لإعادة فتح الممرات الإنسانية، ولإيصال الصوت الفلسطيني إلى المجتمع الدولي بطريقة مؤثرة وموضوعية. فالملك عبدالله يدرك أن الحل لا يأتي من الصراع، بل من العدل، ولا يتحقق الأمن بالحصار بل بالسلام القائم على الحقوق.

رؤية الملك كانت دائماً واضحة: لا يمكن أن تنعم المنطقة بالأمان طالما بقيت غزة تحت النار وطالما استمر حرمان الفلسطينيين من حقوقهم المشروعة. وهو يرى أن السلام الحقيقي لا يُفرض بالقوة، بل يُبنى على العدالة والكرامة الإنسانية، وعلى الاعتراف المتبادل بحق الشعوب في الحياة الحرة والآمنة.

اليوم، وبين كل هذا الدمار والوجع، يظل صوت الأردن واحداً من الأصوات العاقلة التي ترفض التطرف وتتمسك بالإنسانية. فموقف الملك عبدالله ليس مجرد دعم لغزة، بل هو دفاع عن مبدأ أن العدل هو الطريق الوحيد نحو السلام، وأن الأمن لا يتحقق على حساب الآخر، بل بالشراكة والاحترام المتبادل.

وهكذا، يثبت الأردن مرة بعد أخرى أنه يقف إلى جانب فلسطين لا من باب العاطفة فقط، بل من باب الإيمان العميق بأن استقرار المنطقة يبدأ من إنهاء معاناة غزة، ومن إحياء الأمل في سلام حقيقي يعيد للإنسان الفلسطيني حقه في الحياة والكرامة

مدار الساعة ـ