شهد العالم بعد عامين من الحرب الوحشية التي قامت بها إسرائيل على غزة إنتصاراً نظرياً ومعنوياً لإسرائيل إقتصر على قتل المدنيين وتدمير قطاع غزة دون تحقيق أهداف الحرب المعلنة بالقضاء على المقاومة الفلسطينية وإعادة الأسرى الإسرائيليين محررين بالقوة، فالبرغم من تفوق الجيش الإسرائيلي على المقاومة الفلسطينية عسكرياً وتكنولوجياً واستخباراتياً عدا عن الدعم المستمر للجيش خلال هذه الحرب من كبرى دول العالم الا أن المقاومة الفلسطينية صمدت في ظل حصار خانق فرضه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة وحرب إبادة لم تستثني قادتها ومقاتليها الأبطال.

خلال هذه الحرب حصلت المعجزات وتقلبت الأوضاع، فالحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة فرضه أحرار العالم على إسرائيل حتى أصبحت في عُزلة وأضحى كل إسرائيلي مُتهم، فنبؤة يحيى السنوار بعزل اسرائيل عن العالم تحققت لطالما يوجد مقاومة ثابتة على المبدأ، متمسكة في عقيدتها، لا يضرها من خذلها، ولا تزول باغتيال قادتها.

خطة ترامب بشأن غزة التي تم ترجمتها لتكون وثيقة إتفاق إنهاء الحرب على غزة في الحقيقة نرى أن ترامب خطط لهذا الأمر نظراً لانتهاء المهلة المحددة للجيش الاسرائيلي للقضاء على المقاومة الفلسطينية في غزة، فالمقاومة بعد عامين من الحرب لم يتم القضاء عليها، بل ما زالت تتحكم في زمام الأمور داخل قطاع غزة.

قرار ترامب بإنهاء الحرب لم يأتي من فراغ بل جاء نتيجة الصمود الاسطوري لأهل قطاع غزة حيث يدرك ترامب بأنهم الحاضنة الشعبية للمقاومة سيما ان هذا الصمود في حال استمرار الحرب سيؤدي إلى إنتصار شرعية القضية الفلسطينية بين أحرار ودول العالم مما سيؤدي ذلك إلى انهيار إسرائيل.

إن إنتقال ترامب من إعلان تهجير سكان غزة إلى إعلان إنهاء الحرب جاء نتيجة إدراكه بأن هذه الأرض لن يتم تهجير سكانها منها ولن يقدر اليهود على إحتلالها، فجميع هذه التصريحات اتضح للجَميع أنها مجرد اكاذيب الهدف منها التطهير العرقي للشعب الفلسطيني من هذه الأرض المباركة التي لن تكون إلا لأصحابها الذين يزرعون في أبناءهم العقيدة كما يزرعون شجر الزيتون في أرضهم.