أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

فاخوري يكتب: حين يلتقي السلام بالحكمة.. زيارة الملك للفاتيكان ودعوته البابا إلى أرض الأنبياء


راكان فاخوري

فاخوري يكتب: حين يلتقي السلام بالحكمة.. زيارة الملك للفاتيكان ودعوته البابا إلى أرض الأنبياء

مدار الساعة ـ

في إطار جولة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في عددٍ من الدول الأوروبية، جاءت الزيارة الخاصة إلى دولة الفاتيكان لتشكّل محطةً بارزة في هذه الجولة الملكية، بما تحمله من رمزيةٍ روحيةٍ وإنسانيةٍ عميقة تتجاوز أبعاد السياسة والدبلوماسية إلى جوهر الإيمان وقيم الإنسانية المشتركة، فبينما حملت زيارات جلالته إلى العواصم الأوروبية ملفاتٍ سياسية واقتصادية مهمة، كان لقاؤه مع قداسة البابا لقاءً استثنائياً في رسالته ومعناه؛ لقاءٌ يجمع بين روح الإيمان وحكمة القيادة، ويؤكد من جديد أن الأردن هو الجسر المتين بين الشرق والغرب، وصوت العقل والاعتدال في عالمٍ مضطربٍ يحتاج إلى الحكمة أكثر من أي وقتٍ مضى.

لا ينظر العالم إلى زيارة جلالة الملك للفاتيكان كحدثٍ بروتوكولي عابر، بل كجسرٍ ممتدٍّ من عمّان إلى كرسي القديس بطرس، يحمل رسالة سلامٍ وتفاهمٍ وتعايشٍ بين شعوب الأرض، فكل تحرك لجلالته على الساحة الدولية يعكس عمقًا استراتيجيًا ورؤيةً حضاريةً راسخة، تؤكد أن الأردن وإن كان صغيرًا في الجغرافيا، فإنه كبيرٌ في رسالته ودوره الإنساني، وفي حضوره كدولةٍ قائدةٍ للحوار بين الأديان والثقافات.

تأتي هذه الزيارة لتجدد التأكيد على نهج الدولة الأردنية الثابت بقيادة جلالته في ترسيخ قيم الحوار والسلام، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، وإبراز مكانة الأردن كمحورٍ روحيٍ وسياسيٍ في المنطقة، فالأردن ليس مجرد أرضٍ تجتمع فيها الديانات، بل وطنٌ يعيش فيه الإيمان واقعًا وتاريخًا، تتناغم فيه الأصالة مع الحداثة، والدين مع الإنسانية.

ومن المغطس، موقع عماد السيد المسيح عليه السلام، إلى مادبا مدينة الفسيفساء والإيمان، وصولًا إلى عجلون وأم الرصاص وسائر المواقع المقدسة المنتشرة على أرض المملكة، تتجسد رؤية جلالته في مشروعٍ وطنيٍ متكامل يحيي السياحة الدينية ويمنحها بعدًا روحيًا وإنسانيًا عالمياً، هذه المواقع ليست مجرد وجهاتٍ سياحية، بل شواهد حية على التاريخ المقدس، وعلى دور الأردن في صون هذا الإرث الإيماني للبشرية جمعاء.

وفي هذا السياق، جاءت دعوة جلالة الملك لقداسة البابا لزيارة الأردن لتكون حدثًا تاريخياً بكل المقاييس، إذ ستتجه أنظار العالم نحو المملكة الهاشمية، أرض الأنبياء والرسالات، لترى كيف يلتقي الإيمان بالسياسة، والحكمة بالتسامح، في مشهدٍ يجسد رسالة الأردن الجامعة، كون أن المملكة كانت وما تزال محطةً ثابتةً في مسار العلاقات بين الفاتيكان والعالم العربي، وجلالته حريصٌ دومًا على أن تبقى عمان منارةً للتعايش والتفاهم بين الأديان.

جلالة الملك، الذي عرفه العالم قائداً متزناً وصاحب رؤيةٍ ناضجة، يتحرك على الساحة الدولية بثقةٍ وحكمةٍ وشرعيةٍ مستمدة من المصداقية والإنجاز، من الفاتيكان إلى الأمم المتحدة، ومن عمان إلى العواصم العالمية، يحمل جلالته رسالة سلامٍ راسخة، تؤكد أن القوة الحقيقية لا تُقاس بالسلاح أو الثروة، بل بالإيمان، والعدل، واحترام الإنسان.

وفي زمنٍ تتقاذفه الأزمات الإقليمية والصراعات، يثبت الأردن أنه واحة استقرارٍ وعقلانيةٍ ومسؤولية، بفضل قيادةٍ تعرف متى تتحدث، ومتى تبادر، ومتى تضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار.

فزيارة الملك للفاتيكان ليست مجرد محطة في جولةٍ دبلوماسية، بل امتداد لمسارٍ من الدبلوماسية الروحية التي جعلت من الأردن نموذجًا فريدًا في التوازن بين السياسة والإيمان.

اليوم، ومع الجهود المتسارعة لتطوير المواقع الدينية في مختلف المحافظات، تتجلى رؤية جلالة الملك في تكريس مكانة الأردن كقلبٍ نابضٍ على الخريطة الروحية للعالم، ورسالةٍ حيةٍ تؤكد أن هذا الوطن الصغير بمساحته، كبيرٌ في عطائه، وفي حكمته، وفي رسالته الإنسانية الخالدة.

ختاماً نؤكد بأن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لا يكتفي بأن يكون جزءاً من الحدث، بل يصنعه، يصنعه بالحكمة، ويقوده بالإيمان، ويرسّخ من خلاله مكانة وطنٍ عظيمٍ، شامخٍ بين الأمم، يحمل راية السلام باسم الأنبياء، ويواصل مسيرة الحكمة الهاشمية بروحٍ من الإيمان والتسامح والعطاء.

مدار الساعة ـ