أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات خليجيات مغاربيات دين بنوك وشركات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

بني موسى يكتب: بين الزيف والريادة التربية الخاصة بين أيدي غير المؤهلين.. ودور الأمير مرعد بن رعد في صون رسالتها الإنسانية


الدكتور محمد خالد بني موسى

بني موسى يكتب: بين الزيف والريادة التربية الخاصة بين أيدي غير المؤهلين.. ودور الأمير مرعد بن رعد في صون رسالتها الإنسانية

مدار الساعة ـ

في عالمٍ يتسابق فيه البعض وراء الألقاب والشهرة، ويختلط فيه الصادق بالمدّعي، والعلم الحقيقي بالادعاء الفارغ، برزت ظاهرة مؤسفة في ميدان التربية الخاصة والتشخيص،تتمثل في من ينتحلون صفات الخبراء والعلماء دون تأهيلٍ علمي أو خبرةٍ ميدانية حقيقية، فيحوّلون هذا المجال الإنساني النبيل إلى منصةٍ للاستعراض الإعلامي والتربّح الشخصي.

لقد أصبح من المؤلم أن نرى من يدفع المال ليُذكر اسمه في الإعلام، أو من يتحدث بلسان “الخبرة” وهو لم يعرف الميدان إلا عبر عدسات التصوير.. بينما الحقيقة أن التربية الخاصة ليست بابًا للشهرة، بل رسالةٌ أخلاقية وإنسانية، تتطلب علمًا دقيقًا، وإخلاصًا في الممارسة، وفهمًا عميقًا للإنسان قبل أن يُنظر إلى إعاقته... فكل تشخيصٍ خاطئ، وكل توجيهٍ غير مسؤول،قد يغيّر مصير طفلٍ ويُربك حياة أسرةٍ بأكملها.

ولهذا فإنّ من يتحدث في هذا المجال دون علمٍ أو ضميرٍ، إنما يعبث بمستقبل إنسانٍ ضعيف الثقة وقويّ الحق.

وفي مقابل هذا الزيف المتكاثر، يبرز سمو الأمير مرعد بن رعد بن زيد – حفظه الله – كرمزٍ وطني وإنسانيٍّ يحمل راية الريادة الصادقة في ميدان التربية الخاصة وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

سموه لم يأتِ إلى هذا الميدان باحثًا عن شهرة، بل وارثًا لرسالةٍ عظيمةٍ أسسها والده الراحل الأمير رعد بن زيد – رحمه الله – رسالةٌ قوامها الكرامة، والدمج، والعدالة، والحق في الفرص المتكافئة.

بقيادة الأمير مرعد، واصل الأردن مسيرته الريادية في ترسيخ حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عبر المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة،حيث تحوّلت القوانين إلى واقع، والتوصيات إلى برامج، وصار تمكين ذوي الإعاقة جزءًا من منظومة التنمية الوطنية لا مجرد مبادرة خيرية.

يؤمن سمو الأمير مرعد بأنّ الإعاقة لا تحدّ من العطاء، بل تكشف عن طاقة الإنسان حين يجد من يثق به، وأنّ المجتمع لا يُقاس بتقدّمه العمراني، بل بقدر ما يمنحه كرامةٍ لأضعف أفراده... ولذلك، جاء نهجه قائمًا على المسؤولية والتمكين، لا على العطف المؤقت،فهو يدرك أن العدل أسمى من الشفقة، وأن الحقوق لا تُمنح، بل تُنتزع بالوعي والقانون.

وفي الوقت الذي يعمل فيه سموّه على بناء بيئة دامجة ومستدامة،نجد من يتاجرون بشعارات التربية الخاصة دون علمٍ أو التزامٍ، ويستغلون حاجة الميدان لتحقيق مصالحهم الشخصية.

وهنا تبرز المفارقة: بين من يخدم بصمتٍ ويترك أثرًا خالدًا، ومن يصرخ كثيرًا ولا يترك سوى صدى الادعاء.

لقد آن الأوان لأن يُعاد الاعتبار إلى المهنة،وأن يُحاسب كل من تجرّأ على هذا التخصص دون علمٍ أو تأهيل،لأن التربية الخاصة ليست ترفًا ولا وجاهة،بل شرفٌ ومسؤولية تمسّ كرامة الإنسان وأمل الأسرة والمجتمع.

وسيبقى اسم سمو الأمير مرعد بن رعد بن زيد علامةً مضيئة في مسيرة التربية الخاصة والدمج، رمزًا للريادة الواعية التي تمزج بين الإنسانية والسياسة، وبين الحلم والعمل.

ففي زمنٍ كثر فيه الادعاء،يبقى القائد الصادق هو من يعمل بصمتٍ، ويُنجز بوعي، ويؤمن أن خدمة الإنسان أعظم من كل الألقاب.

رحم الله من أسس الرسالة، وحفظ الله من واصلها بإخلاص، ولتبقَ التربية الخاصة ميدانًا للعلم والضمير والإنسان، لا مسرحًا للادعاء والمصالح الشخصية.

مدار الساعة ـ