أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات دين بنوك وشركات خليجيات مغاربيات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

المهيرات تكتب: زعيم الشرق الأوسط


المحامية آية توفيق المهيرات

المهيرات تكتب: زعيم الشرق الأوسط

مدار الساعة ـ

في زمنٍ تتعدد فيه الأصوات وتتناقض فيه المواقف!

يبقى صوت واحد ثابت في ضميره، واضحٌ في رؤيته، صادقٌ في مواقفه، لا يحيد عن الحقّ ولا يساوم على الثوابت.

ذلك هو جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، الزعيم العربي الذي حمل لواء العدل والكرامة، وظلّت بوصلته منذ تولّيه العرش واحدة لا تتغيّر:

فلسطين أولاً، والقدس أمانة الهاشميين التي لا تُفرّط بها الأجيال.

من يشكّك اليوم في جهود جلالته تجاه القضية الفلسطينية، إنما يتنكر لتاريخ طويل من المواقف، ويفتقد لأبسط معاني الإنصاف!

فالقدس لم تغب عن خطاب الملك يومًا، ولم تخرج من وجدانه لحظة.

منذ عقودٍ، والأردن بقيادته الهاشمية هو الصوت الأعلى في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، وهو السند الذي لم ينحني أمام أيِّ ضغوطٍ أو مغرياتٍ سياسية.

لقد أدرك جلالته أن القدس ليست قضية حدود، بل قضية هوية ووجود، وأن حماية المقدسات واجب ديني وتاريخي حمله الهاشميون جيلاً بعد جيل، وفي ظلّ الوصاية الهاشمية المباركة، بقي المسجد الأقصى وكنيسة القيامة في رعايةٍ أمينةٍ، تُذكّر العالم بأن الأردن لم يكن يومًا متفرّجًا، بل صاحب موقف وسيادة ومسؤولية.

وفي المحافل الدولية، كان الملك عبدالله الثاني الزعيم العربي الأكثر وضوحًا وشجاعة في طرح الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية، مؤكّدًا أن لا أمن ولا استقرار في المنطقة دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشرقية.

فبينما صمت كثيرون أو باعوا مواقفهم في سوق المصالح، بقي جلالته ثابتًا كجبلٍ من قناعة!

يُذكّر العالم أن العدالة لا تُجزّأ!

وأن فلسطين ليست ورقة تفاوض، بل جوهر القضية العربية.

إنها رسالة الأردن الدائمة: أن الشرف لا يُقاس بمساحة الأرض، بل بثبات الموقف وصدق الكلمة.

يبقى الملك عبدالله الثاني زعيم الشرق الأوسط بحق، لا باللقب ولا بالمجاملة، بل بالفعل والموقف والرؤية.

زعيمٌ جمع الحكمة بالحزم، والإنسانية بالهيبة، والقدرة على مخاطبة العالم بلغة العقل والضمير في آنٍ واحد.

زعيمٌ حين يتحدث، يُصغي الجميع، وحين يَصمت، تُدرك المنطقة أن موقفه أقوى من الكلام.

إنه زعيم الشرق الأوسط، لا لأن أحدًا منحه هذا الوصف، بل لأن مواقفه رسّخته في الوجدان العربي والدولي رمزًا للاتزان، وحارسًا للقدس، وضميرًا ناطقًا باسم أمةٍ لم تزل تبحث عن صوت الحق في زمن الصفقات.

المحامية آية توفيق المهيرات

مدار الساعة ـ