أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الفاعوري تكتب: العنف الجامعي سلوك فردي.. لا علاقة له بالعشائرية

مدار الساعة,أخبار الجامعات الأردنية,مناسبات أردنية,الجامعة الأردنية
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة - كتبت ميسون الفاعوري -

من حين لآخر، تطفو على السطح مظاهر محدودة من العنف الجامعي، تُثير الجدل وتستدعي تساؤلات حول أسبابها، ومسؤوليات الجهات المعنية في الحدّ منها.

لكن ما يلفت الانتباه أكثر هو الربط الخاطئ بين هذه السلوكيات الفردية والعشائر الأردنية، وكأنّ الانتماء العشائري هو المولّد للعنف، وهو ما يناقض الحقيقة تمامًا.

أن العنف الجامعي... مشكلة سلوك لا انتماء حيث ان العنف داخل الحرم الجامعي هو سلوك فردي ناتج عن ضعف في الوعي، وضغوط نفسية، وانفعالات لحظية، لا علاقة له بالعشائرية أو الجغرافيا أو الطبقة الاجتماعية.

فالجامعة بيئة متنوعة، تجمع شبابًا من مختلف المحافظات، وما يحدث من مشاجرات أو تجاوزات هو في جوهره نتيجة لغياب ثقافة الحوار والتسامح، لا لوجود عشائر أو انتماءات.

العنف الجامعي لا يمثّل الطلبة، ولا يعكس صورة الجامعة الأردنية أو أي جامعة أخرى؛ بل هو تصرّف فردي يسيء إلى الجميع، ويحتاج إلى معالجة تربوية وفكرية قبل أن يكون أمنية أو عقابية.

أن العشائر الأردنية... نموذج وطني في التسامح والانتماء ولطالما كانت العشائر الأردنية عنوانًا للنخوة والكرامة والالتزام، وحصنًا منيعًا للوحدة الوطنية.

وهي التي قدّمت للأردن قيادات وطنية وكفاءات علمية وأمنية واجتماعية ساهمت في بناء الدولة وتعزيز استقرارها.

من هنا، فإن تحميل العشائر مسؤولية العنف الجامعي ظلمٌ كبير، فالعشائر ليست مصدر العنف، بل شريك في محاربته. أبناؤها تربّوا على القيم الأصيلة، واحترام القانون، ونبذ كل أشكال الاعتداء أو التفرقة.

تتحمّل الجامعات اليوم مسؤولية مضاعفة في تعزيز الانتماء الإيجابي، وتنمية ثقافة الحوار، وتشجيع المشاركة في الأنشطة اللامنهجية، لتكون متنفسًا لطاقات الشباب بدلاً من أن تنفجر في لحظة غضب.

كما أنّ على الأسرة والمجتمع ووسائل الإعلام أن يتعاملوا مع هذه الأحداث بوعي ومسؤولية، دون تهويل أو تعميم، لأنّ المعالجة تبدأ من الوعي لا من الاتهام.

في النهاية إنّ العنف الجامعي لا يعكس هوية مجتمعنا الأردني المتماسك، ولا يمثّل قيم طلابنا أو عشائرنا.

هو سلوك عابر يمكن تجاوزه بالتربية، والوعي، والمواطنة الصالحة.

فالجامعة ستبقى منارة للعلم، والعشائر ستبقى صمام أمان للوطن، والأردنيون جميعًا سيظلون على العهد، أوفياء لقيمهم، متمسكين بالحوار والعقل قبل الانفعال والعنف.

ميسون الفاعوري مساعد عميد شؤون الطلبة في الجامعة الأردنية


مدار الساعة ـ