صُنّفت الأزرق ضمن أفضل القرى السياحية في الأردن، لما تمتاز به من تاريخٍ عريقٍ، وتنوّعٍ ثقافي يجمع البدو والدروز والشيشان وجنسياتٍ مختلفة ساهمت في بناء هذه البلدة الجميلة.

لكن قبل كل شيء، من المهم التنويه إلى أن الأزرق، رغم مكانتها وتصنيفها، ما زالت بحاجةٍ إلى تطوير خدماتها الأساسية التي تليق بأهلها وزوّارها.

ومن ضمن ما ورد في التصنيفات، الإشارة إلى أن المحميات الطبيعية تقع في الأزرق الشمالي، إلا أنه تجدر الملاحظة أن معظم المحميات فعليًا تتبع لمنطقة الأزرق الجنوبي، ولذلك يُفضَّل عند الحديث عنها الاكتفاء بذكر "الأزرق" فقط، توحيدًا للصورة وتأكيدًا على التنوع الثري الذي تتميّز به المنطقة.

الأزرق… بلدة تحمل على أرضها موقعًا استراتيجيًا على الطريق الدولي الواصل بين السعودية والعراق، لكنها ما تزال بعيدة عن مستوى الخدمات الذي يوازي أهميتها. يعيش فيها أكثر من عشرين ألف نسمة، ورغم هذا العدد، تبقى الخدمات محدودة وضعيفة.

فالمنطقة لا تضم حتى الآن مستشفى متكامل يلبّي احتياجات سكانها، ما يضطر النساء الحوامل لقطع عشرات الكيلومترات للوصول إلى أقرب مركز طبي، في رحلةٍ قد تتحوّل أحيانًا إلى سباقٍ مع الزمن.

أما المدارس، فالكثير منها يحتاج إلى تطويرٍ في البنية التحتية والإمكانيات، لتوفير بيئة تعليمية آمنة ومناسبة لأبناء الأزرق. كما يواجه طلاب الجامعات تحدياتٍ إضافية، إذ تبعد أقرب جامعة عن المنطقة أكثر من ساعة، مما يشكل عبئًا ماديًا ومعنويًا على الأسر.

ورغم ما تملكه الأزرق من مقوماتٍ سياحيةٍ وتاريخيةٍ متميزة، تبقى الحاجة ملحّة للنهوض بالخدمات الأساسية، بما يعكس مكانتها الحقيقية كإحدى أجمل مناطق الأردن وأكثرها تنوعًا.

فالأزرق لا تطلب سوى أن تُمنح الاهتمام الذي تستحقه… وأن يرى الجميع ما وراء رمالها من حياةٍ نابضةٍ تستحق أن تُصان وتُنمّى.