الأمر لم يعد ترفًا ولا تأجيلًا ممكنًا. نحن بحاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى إعادة إنتاج الخطاب الديني والخطاب الإعلامي الوطني ليواكبا حجم التحديات الفكرية والاجتماعية والسياسية التي نعيشها.

لقد تمدد خطاب التطرف والانغلاق، وضعُف صوت الاعتدال والتسامح. بات البعض يحتكر الحديث باسم الدين، يختار ما يخدم فكره ويترك جوهره، ويتناسى أن ديننا الحنيف قائم على الرحمة، واحترام الآخر، وطاعة وليّ الأمر، ونبذ الكراهية.

في المقابل، لم يعد الخطاب الإعلامي قادرًا على التأثير كما يجب، لا في الداخل ولا في الخارج، وتراجع دوره في بناء الوعي الجمعي وصياغة الرأي العام الوطني الواعي.

إننا اليوم أمام ضرورة وطنية ملحّة لإعادة صياغة هذين الخطابين برؤية حديثة مسؤولة، تحمي المجتمع من الغلو والتضليل، وتعيد الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة.

الأردن كان وسيبقى منبر الاعتدال والعقل، لكن الوقت الآن للعمل الجاد... الآن وليس غدًا.