أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

هل للزواحف مشاعر؟.. دراسة حديثة تكشف أسراراً مثيرة

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة-لأكثر من قرن، حبست الزواحف، من السلاحف إلى التماسيح، في زنزانة علمية ضيقة وباردة. وصفها رواد علم النفس المقارن في الماضي بأنها «أقزام فكرية» و«آلات رد الفعل» التي تعمل بـ «دماغ صغير جداً لا يعمل بقوة». لكن اليوم، يطلق جيل جديد من العلماء ما يسمى بـ «نهضة الزواحف»، وإنجازهم الأخير ليس أقل من تحدي عميق لمركزية الإنسان في عالم المشاعر.

مشاعر وسعادة

تمكن باحثون في جامعة لينكولن في إنجلترا، بقيادة أوليفر بورمان وخبيرة إدراك الزواحف آنا ويلكينسون، من إثبات أن السلاحف ذات الأقدام الحمراء لا تكتفي بردود فعل عابرة، بل تتمتع بـ «حالات مزاجية» طويلة الأمد، تشبه إلى حد كبير ما يعيشه البشر والكلاب.

لم يعتمد الباحثون على «قراءة» تعابير الوجه الغامضة للزواحف، بل استخدموا أسلوباً علمياً يعرف بـ «اختبار التحيز المعرفي»، الذي يعتمد على مبدأ عالمي التفاؤل والتشاؤم هما مفتاح المزاج. وضعت 15 سلحفاة في حاويات لربط وعاء معين بـ مكافأة إيجابية (الجرجير)، ووعاء آخر بـ نتيجة سلبية (لا شيء). بعد ذلك، وضعت أوعية إضافية في نقاط وسيطة غامضة. وكانت سرعة السلحفاة في الاقتراب من الوعاء الغامض بمثابة المؤشر. حيث كانت السلحفاة «المتفائلة» (المزاج الجيد) تسرعت لاستكشاف الوعاء الغامض، متوقعة مكافأة. أما السلحفاة «المتشائمة» (المزاج السيئ) ترددت في الاقتراب، متوقعة نتيجة سلبية.

ثم خضعت السلاحف لاحقاً لاختبار «الإجهاد» بتقديم أشياء غير مألوفة لها. أظهرت السلاحف التي كانت «متفائلة» في الاختبار السابق أقل قدراً من القلق، حيث مددت رؤوسها بشكل أكبر، ما يؤكد أن حالتها المزاجية الإيجابية الطويلة الأمد قد خففت من حدة قلقها اللحظي. هذه النتائج، تطابق أنماط السلوك التي لوحظت في دراسات سابقة حول الكلاب التي تعاني من قلق الانفصال، ما يربط بشكل جذري بين العوالم العاطفية للزواحف والثدييات.

صحوة الضمير

أشار بورمان وويلكينسون إلى أن الأثر الأهم لهذه النتائج يكمن في إلحاح فهم رفاهية الزواحف الأسيرة. فإذا كانت الزواحف قادرة على تجربة مزاج طويل الأمد، فهذا يعني أنها قد تعاني من معاناة أو رضا مستدام وليس مجرد انزعاج عابر.

يصف علماء الطب البيطري، مثل مانويل ماغالهايس - سانتانا وألكسندر أزيفيدو من جامعة لشبونة، هذه النتائج بأنها «نقطة تحول»، مشيرين إلى الانتشار الواسع لـ سوء الرعاية وتطبيع الاحتجاز الضيق والافتقار إلى التغذية والإثراء البيئي للزواحف.

يقر العلماء بأن البشر «بارعون نسبياً في قراءة الثدييات» عبر تعابير الوجه، لكن مع الزواحف، الأمر مختلف. ففي حين أن الكلب القلق قد «يأكل الأريكة»، فإن الثعبان المضغوط قد يتوقف ببساطة عن الحركة، ما يجعل المالكين يعتقدون أن سلوكه «طبيعي» بينما هو في حالة ضيق عميق.


مدار الساعة ـ