أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

أبو زيد يكتب: القدس جوهر الصراع واستقرار المنطقة يبدأ من إعمار غزة


زيد أبو زيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب مسار

أبو زيد يكتب: القدس جوهر الصراع واستقرار المنطقة يبدأ من إعمار غزة

زيد أبو زيد
زيد أبو زيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب مسار
مدار الساعة ـ

بعد قمة شرم الشيخ وما رافقها من خطابات ولقاءات في زمن الحروب، تبدو الأولويات واضحة وجلية؛ أولها الحفاظ على وقف إطلاق النار، وتنظيم هيكل الحكم في غزة دون فصلها عن الضفة الغربية، لتتشكل معالم الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. كما لا بد من الشروع في إعمار فوري لقطاع غزة، ووقف الاستيطان في الضفة الغربية، وصون المقدسات من أي اعتداء أو اقتحام، لتسير كل الخطوات ضمن مسار متكامل وخطة طريق واضحة تضمن استقرار المنطقة.

لقد تحولت الحرب الصهيونية على غزة والضفة والمقدسات إلى حالة عربدة متواصلة تمتد آثارها من المحيط إلى الخليج، في عالم تاهت بوصلته واختلت معاييره. وبينما تنشغل بعض الدول بقضايا ثانوية أو استعراضات خطابية، تقف الأغلبية في العالم العربي تراقب بصمت انهيار منظومتنا العربية وتراجع مشروعنا النهضوي.

ورغم ذلك، نحمد الله أن وطننا الأردن ما زال بعيداً عن أهوال الاضطرابات التي عصفت بالمنطقة، بفضل حكمة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ووعي مؤسسات الدولة وجاهزية قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية.

إن ما يعانيه أهلنا في فلسطين من قهر وتهجير وقتل، يكشف تخاذل معظم قادة العالم رغم الاعترافات الشكلية بالدولة الفلسطينية، فيما يستمر العدوان والاستيطان والتهويد. كما أن الانقسام الفلسطيني فاقم الأزمات وسمح للمحتل بتكريس وقائع جديدة على الأرض، بدعم من أطرافٍ دولية تمارس ازدواجية المعايير وتتناقض بين أقوالها وأفعالها.

لقد بات واضحاً أن القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، لم تعد تحظى بالأولوية لدى النظام العالمي الجديد، الذي فقد بوصلته الأخلاقية والإنسانية، واصطف علناً إلى جانب الاحتلال، متجاهلاً الحقوق التاريخية والمشروعة للشعب الفلسطيني.

اليوم، القدس تتعرض لتهويد ممنهج، والمسجد الأقصى يُنتهك يومياً، في ظل حكومة إسرائيلية متطرفة تمارس أبشع أشكال العنصرية، وإدارة أمريكية مرتبكة لا تثبت على موقف. ومع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، تتجدد الحاجة إلى تحرك دولي جاد لتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين، وهو ما أكده جلالة الملك عبدالله الثاني في كلمته أمام الأمم المتحدة، كما شدد عليه عدد من القادة العرب.

إن أي تسوية لا تحقق هذه الثوابت محكوم عليها بالفشل، فمشروع “يهودية الدولة” ورفض عودة اللاجئين يمثلان إعلاناً صريحاً لتصفية القضية الفلسطينية. كما أن استمرار الصمت العربي والإسلامي يشجع الاحتلال على المضي في جرائمه بحق القدس والأقصى.

إن معركة القدس هي المعركة الكبرى، وهي ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل قضية الأمة كلها، بل قضية كل إنسان حر يؤمن بالعدالة والسلام. من هنا، فإن الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام أصبحا ضرورة وطنية، كما أن على الدول العربية والإسلامية تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والسياسية تجاه القدس وفلسطين، وإدارة علاقاتها الدولية بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني واستقرار المنطقة بأسرها.

وفي هذا السياق، يبرز الموقف الأردني الثابت والشجاع بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، الذي عبّر بصراحة عن رفضه القاطع لممارسات المستوطنين وجيش الاحتلال، وهدد بإعادة النظر في الاتفاقيات مع الكيان الذي لا يحترم معاهدة ولا التزاماً. إنه موقف الحكمة والعزيمة، يجمع بين الحزم في الدفاع عن الحقوق الفلسطينية، والإيمان العميق بالسلام العادل الذي يصون كرامة الشعوب وحقوقها.

وفي زمن تتلاطم فيه الأزمات الإقليمية، يمضي الأردن بقيادة جلالته بثقة نحو بر الأمان، حاملاً رسالة السلام، ومؤمناً بأن إعمار غزة، وتثبيت الحقوق الفلسطينية، وتحقيق التآخي العربي والإنساني، هي المفاتيح الحقيقية لاستقرار المنطقة

مدار الساعة ـ