أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين رياضة اخبار خفيفة ثقافة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الكردي تكتب عن قصة زوجٍ سرق زوجته.. أشعلن قلوبهن.. ليجنين رمادا


جوان الكردي

الكردي تكتب عن قصة زوجٍ سرق زوجته.. أشعلن قلوبهن.. ليجنين رمادا

مدار الساعة ـ

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي، بقصة زوجٍ سرق زوجته مبلغًا ماليًا كبيرًا، في حادثة أثارت استغراب الناس وأوجاع النساء. لم تكن القصة الأولى من نوعها، لكنها أعادت إلى الواجهة وجعًا يتكرر بصور مختلفة، وأماكن وأزمان متغايرة، وبذات الخذلان.

ليست حكاية واحدة، بل حكايات كثيرة تتكرر بصور مختلفة وأماكن وأزمان متغايرة وبذات الوجع.

امرأة أحبت بكل صدق، رأت في شريك حياتها الأمان والسند، فتحت له قلبها وبيتها، وهبته عمرها، لأن الحب، في نظرها، كفيل بأن يصنع معجزة الاستقرار، والتضحية ستثمر وفاءاً..

لتستيقظ يوما على خيبة جارحة، فتجد من احتضنته وارتضته نصفها الآخر جاحدا.. يستغلها أو يخونها أو يسلبها ما كانت تملك ويتنكر لها.

تبدأ القصة عادة بحلم جميل..

امرأة تؤمن بأن الزواج شراكة، فتمنح الثقة بلا حدود، وتبني معه خطوة بخطوة، تسانده في صعوباته، تقف بجانبه حين يخذله العالم، تفرح لنجاحه أكثر مما تفرح لنفسها، وربما تضع اسمها خلف اسمه كي يعلو هو ويزهو ويتألق.

لكن النتيجة كثيرا ما تكون مؤلمة، حين يتمزق قلبها ويكون المقابل هو الجحود، وسرقة تعبها وكرامتها، وتبدد أحلامها على يد من أحبت.

ما يثير الأسف أكثر، أن بعض الرجال يضيعون بأنفسهم ما كان يمكن أن يكون أجمل ما في حياتهم..

ينساقون وراء الغرور، أو كلام الناس، أو نزوات عابرة، فيفقدون الثقة، ويهدمون بيوتا كانت عامرة بالحب، ويستيقظون بعد فوات الأوان على حقيقة واحدة: أن لا أحد يعوض قلبا أحبهم بصدق.

أما المؤلم أكثر، فهو أن كثيرا من النساء لا يخسرن أمورا مادية فحسب، بل يخسرن أنفسهن..

خسرن السنوات الغضة من أعمارهن، صبرهن، أحلامهن، حتى علاقتهن بأبنائهن بسبب أنانية رجل لم يعرف معنى المسؤولية، أو جهل قيمة امرأة جعلت منه كل حياتها.

ليست القضية في المال ولا في الخيانة فقط ولا في سنوات ضاعت، بل في الفقد الإنساني، في اهتزاز اليقين بمفهوم الثقة، حين تنطفىء شعلة الأمان في فؤاد امرأة كانت يوماً نبعاً للعطاء.

كم من النساء قدّمن كل ما يستطعن ويملكن.. ليفجعن في النهاية بأن تضحيتهن ذهبت هباءاً، وأن بعض القلوب لا تعرف الوفاء مهما غمرتها بالمحبة.

لكن رغم كل ذلك، تبقى تلك النساء الأقوى.

من رماد الخيبة ينهضن، ومن وجع الخسارة يبدأن من جديد. لأن المرأة التي أعطت بصدق، لا تُهزم، بل تتعلم..

تتعلم ألا تمنح بلا وعي، وألا تسلّم مفاتيحقلبها و حياتها لمن لا يستحق، وتدرك أن كرامتها أثمن من حب زائف، وأن حياتها لا تتوقف عند أحد.

مدار الساعة ـ