أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

أبو زيد: الأردن في قلب المعركة الإنسانية.. دبلوماسية الموقف وثبات المبدأ تجاه فلسطين


زيد أبو زيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب مسار

أبو زيد: الأردن في قلب المعركة الإنسانية.. دبلوماسية الموقف وثبات المبدأ تجاه فلسطين

زيد أبو زيد
زيد أبو زيد
أمين سر المكتب السياسي لحزب مسار
مدار الساعة ـ

لم تكن جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقف إطلاق النار في غزة معزولة عن الجهود التي بذلها قادة دول العالم، بعد أن أصبحت قضية غزة نقطة تحول في حراك شعبي واسع اجتاح معظم دول العالم.

ولم يكن هذا الحراك السياسي والشعبي ليأخذ زخمه لولا تضحيات الشعب الفلسطيني الذي سطّر ملحمة تاريخية جديدة في صموده الأسطوري، ودفع العالم إلى إعادة النظر في معايير العدالة والإنسانية.

لقد كان العالم مغيَّبًا عما يجري في فلسطين، غير أن الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لم تغب يومًا عن المشهد، منذ بداية العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة وحتى وقف إطلاق النار.

فقد كان الأردن سبّاقًا في التحذير من خطورة الأوضاع في عموم الأراضي الفلسطينية، بسبب الإجراءات الأحادية التي تمارسها حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل، وما رافقها من اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين، وهي ممارسات لا تزال مستمرة حتى اليوم.

هذه الرسالة الأردنية إلى العالم أجمع أعادت تسليط الضوء على جوهر القضية الفلسطينية، وكشفت أمام الشعوب حجم حرب الإبادة الجماعية التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، فبدأت المواقف تتغيّر، من محكمة العدل الدولية، إلى الاعترافات المتزايدة بفلسطين، وصولًا إلى المبادرة الأمريكية التي وُقّعت في شرم الشيخ بحضور عدد من رؤساء الدول.

إن الخطاب الأردني استبق أحداث السابع من تشرين الأول 2023، حين ركّز على مغبّة الصمت الدولي تجاه ما يجري في الأراضي الفلسطينية ومدينة القدس. وقد أكد الأردن في أكثر من مناسبة ولقاء مع قادة العالم، وفي مجلس الأمن والمنابر الدولية، أن إنكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لن يجلب الأمن لإسرائيل، بل سيقود إلى مزيد من التوتر والعنف في المنطقة.

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، كان الأردن من أوائل الدول التي دانت العدوان ورفضته بشكل قاطع، محذرًا من مخاطر استمراره وتطوّره إلى ما هو أبعد. كما تصدّر الموقف الرافض لسياسة التهجير القسري لسكان غزة، التي سعت إليها إسرائيل، وأحبطها بالتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة.

ورفض الأردن الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل بحق الغزيين، بعد أن أسفرت عن استشهاد أكثر من سبعين ألفًا، وإصابة ما يزيد على مائة ألف، وتدمير أحياء كاملة في عملية تطهير ممنهجة تُشكّل جريمة ضد الإنسانية.

لقد أسهم الجهد الدبلوماسي الأردني منذ اندلاع الحرب في تغيير فهم ومواقف العديد من الدول المؤثرة تجاه ما يجري، بفضل التحركات المكثفة لجلالة الملك عبدالله الثاني الذي جاب عواصم العالم لحشد المواقف الداعية إلى وقف الحرب، وإطلاق عملية سلام حقيقية تفضي إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية غير منكرين لجهود دول المنطقة

كما كان الجهد الإنساني الأردني موازياً للدبلوماسي، إذ سارع الأردن إلى إرسال الطائرات المحملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية إلى غزة، وتنفيذ عمليات إنزال جوي للمساعدات الطبية للمستشفى الميداني الأردني، وإنشاء مستشفيات ميدانية جديد لتقديم الخدمات الصحية للمصابين والمحتاجين.

ونجح الأردن كذلك في ضمان استمرار تدفق المساعدات عبر جسر الملك حسين ومعبر كرم أبو سالم، إلى جانب مواصلة دعمه للأشقاء في الضفة الغربية من خلال إنشاء مستشفيات ميدانية والمساندة القانونية لقضية جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

إن استمرار وقف الحرب على غزة وإدخال المساعدات بشكل مستدام وعاجل، يمثلان ضرورة أخلاقية وسياسية في آن واحد. كما يجب تطبيق قرارات الشرعية الدولية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ورفض جميع محاولات الكنيست والحكومة الإسرائيلية ضم الضفة الغربية أو توسيع الاستيطان.

ويبقى إعمار غزة، ووقف اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى وقبة الصخرة، وتمكين الشعب الفلسطيني الصامد من إقامة دولته على ترابه الوطني، الركائز الأساسية لتحقيق الاستقرار والعدالة والسلام الدائم في المنطقة العربية والعالم أجمع.

مدار الساعة ـ