أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

ثبات مشروع ترامب


أ. د. أمين المشاقبة
وزير اردني سابق.. أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية

ثبات مشروع ترامب

أ. د. أمين المشاقبة
أ. د. أمين المشاقبة
وزير اردني سابق.. أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية
مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ

الرئيس الامريكي دونالد ترامب يُصر بثبات على أهمية استقرار وقف اطلاق النار والانتهاء من المرحلة الأولى سعياً للانطلاق للمرحلة الثانية التي تفضي الى سحب سلاح حركة حماس وتسليم قيادة تكنوقراطية فلسطينية وقوة عربية إسلامية لحماية عملية السلام والانطلاق لاحقاً لاعادة البناء. إن انطلاق مسار السلام يبدأ من قطاع غزة ورفضه القاطع بضم الضفة الغربية كما أكد "أن ذلك لن يحدث" انطلاقاً من الوعود التي تعهد بها للزعماء العرب في كل من نيويورك ومن ثم شرم الشيخ، والمبادرة التي وقع عليها بضمانة قطرية مصرية، تركية، على السير في المراحل الثلاث والإنسحاب الاسرائيلي من القطاع، لكن هناك أزمة اميركية - اسرائيلية وعليه تقاطرت الزيارات من قبل نائب الرئيس الاميركي جي دي فانس والمبعوث ويتكوف وصهر الرئيس كوشنر، ومن ثم وزير الخارجية روبيو والجميع اكد على ضرورة استمرار وقف اطلاق النار ونزع سلاح حركة حماس واعلان عن سلطة جديدة لادارة القطاع دون مشاركة حماس وهذا يؤكد على اصرار الرئيس الاميركي على نجاح خطته وتسجيل ذلك أنه من اوقف الحرب وعزز السلام ، فالمشروع الاميركي للسلام في الشرق الأوسط يبدأ من القطاع، فهذا المشروع ليس مشروعاً مؤقتاً اذ ان هناك رؤية كبرى لاطلاق مسار جديد للوصول إلى الاتفاقات الإبراهيمية، أن رؤية ترامب تقوم على فهم كبير لحماية اسرائيل من نفسها ومن التطرف الذي ينخر في عظام مجتمعها المتطرف، انها عقلانية وفهم عميق للحفاظ على اسرائيل كدولة وان سياساتها العسكرية لا تُجدي نفعاً وهي في نفس الوقت ليست مقبولة عالمياً، وعربياً، اسرائيل اصبحت دولة منبوذة ومعزولة عالمياً لتصرفاتها المُخالفة للأخلاق الانسانية والقانون الدولي، فالرئيس يفهم هذا اكثر بكثير من مما يفهمه نتنياهو الذي يرى نفسه زعيماً توراتياً على نهج المُؤسيين الأوائل ويريد في تسجيل اسمه كرمز في التاريخ اليهودي، شخص نرجسي، منافق، مُراوغ وكذاب ولا يرى إلا ظله والبقاء في السُلطة اكبر قدر ممكن من الزمان، وباعتقادنا انه لن يكون رئيساً للوزراء في المرحلة القادمة وسوف تنتهي حياته السياسية قبل نهاية العام المقبل وربما هذا ما تريده الأدارة الاميركية الحالية. ان ما تمارسه اسرائيل لا يستقيم مع الواقع العربي والعالمي وسياسة السلام بالقوة لا يمكن ان تنجح في المنطقة برمتها، وكل هذا السلوك السياسي والعسكري لا يجدي نفعاً لدولة اسرائيل ومن هنا ترى الأدارة الاميركية بأهمية مراقبة سلوك اسرائيل في غزة، والضفة الغربية والمنطقة عموماً.

الرئيس ترامب يرى ان هذا الصراع عمرة ثلاثة آلاف سنة واحيانا يقول عدة عقود من الزمن ويجب ان ينتهي اذ يرى نفسه رجل السلام الذي اوقف ثماني نزاعات سعياً لجائزة نوبل للسلام التي سيتقدم لها العام القادم، ورفضه لضم الضفة العربية يُوحي بأنه قابل في قادم الايام للاعتراف بالدولة الفلسطينية كما فعلت الأم بريطانيا والخالة فرنسا فالأمر قادم في المدى المنظور.

قدمت الولايات المتحدة خلال عامين ٢١ مليار دولار واسلحة متقدمة وتبرز أصوات في الكونغرس ان هذا كثير ولا يجوز الاستمرار فيه اذ صرَّح الرئيس ترامب أن هذا سيقف ولن يستمر اذا لم تسمع اسرائيل كلمة ورأي وموقف الولايات المتحدة، ويبقى القول بأن هناك تغييرات جزئية في السياسة الاميركية تجاه دولة الكيان وهذا يجب ان يستغل عربياً، وخصوصاً الفصائل الفلسطينية بما فيها السلطة الوطنية، فالكُرة في ملعب الساسة الفلسطينيون اذا قدموا مصلحة الشعب قبل مصالحهم الخاصة.

هناك احباط لدى العديد من المسؤولين الاميركيين تجاه السلوك الاسرائيلي وهناك تخوف لدى ترامب من ان يقوم نتنياهو بافشال خطة السلام التي يريدها الرئيس ومن هنا شعر نائب الرئيس فانس بالاهانة لقرار الكنيست بضم الضفة الغربية، وظهرت التهديدات لاسرائيل بضرورة احترام الاتفاق واكماله غير ان اسرائيل لا تريد ادخال اي قوات أمن لداخل غزة خوفاً من التدويل وترفض الآن دخول قوات تركية وقطرية، وترفض فتح المعابر والحدود السبعة وعدم ارسال ما تم الاتفاق عليه من مساعدات لكن ان هناك ثباتا في الموقف الاميركي لانجاح الخطة لايقاف الحرب في غزة مبدئياً، ومن خلال نقطة المراقبة والطائرات المُسيَّرة الاميركية التي تُراقب وقف اطلاق النار فالجدية واضحة والثبات في انفاذ الخطة ثابت.

مدار الساعة (الرأي الأردنية) ـ