مدار الساعة - كتب: الصحفي أنس الحياري - يتأهب الأردنيون اليوم للاستماع إلى خطاب العرش السامي الذي يلقيه جلالة الملك عبدالله الثاني في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين، وهو خطاب يُنتظر منه أن يضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة داخليًا وخارجيًا، في ظل تحديات اقتصادية وإقليمية غير مسبوقة.
منذ تأسيس الدولة الأردنية، شكّلت خطابات العرش مناسبةً دستورية وسياسية تعكس أولويات الدولة وتوجهاتها. وعادة ما تتضمن هذه الخطابات ثلاث رسائل رئيسية: تأكيد الثوابت الوطنية، رسم الأولويات الإصلاحية، وإبراز الموقف الأردني تجاه القضايا الإقليمية.من المرجّح أن يعيد الخطاب التأكيد على استمرارية مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، مع التذكير بما تحقق من إصلاحات في الدورة السابقة، والتشديد على أن المرحلة المقبلة تتطلب تسريع الخطى في إنجاز المشاريع الكبرى، ورفع كفاءة القطاع العام، وتحسين الخدمات في التعليم والصحة والنقل.التوقعات تشير أيضًا إلى أن الخطاب سيحمل نبرة وجدانية تعكس العلاقة الوثيقة بين القيادة والشعب، كما جرت العادة في خطابات سابقة، مع إبراز دور الأردنيين كحماة للوطن وسنده في مواجهة التحديات.أما على صعيد السياسة الخارجية، فمن المتوقع أن يحتل الملف الفلسطيني مساحة بارزة، ولا سيما مع استمرار العدوان على غزة والانتهاكات في الضفة الغربية، إلى جانب التأكيد على الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس باعتبارها ثابتا تاريخيًا لا يتزحزح.خطاب العرش اليوم يأتي في ظرف إقليمي متوتر، وأزمة إنسانية غير مسبوقة في غزة، إلى جانب تحديات اقتصادية محلية تتطلب استجابات عاجلة. ومن المنتظر أن يشكل الخطاب بوصلة للمرحلة المقبلة، بما يحمله من رسائل داخلية وخارجية، ومضامين تؤكد أن الأردن ماضٍ في صيانة وحدته ومكانته الإقليمية والدوليةومع ذلك، يبقى السؤال الذي يتردد في أذهان الأردنيين: كيف يشعر الملك وهو يخاطب شعبه كل عام من على منبر الأمة؟ أَيقلق كما يقلقون، أم أن ثقته بإرادة الأردنيين تجعله أكثر صلابة في مواجهة العواصف؟خطاب العرش.. كيف يشعر الملك؟.. الحياري يكتب
مدار الساعة ـ








