أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

قراءة تحليلية في خطاب العرش


محمد العرسان
إعلامي أردني

قراءة تحليلية في خطاب العرش

محمد العرسان
محمد العرسان
إعلامي أردني
مدار الساعة ـ
قراءة تحليلية في خطاب العرش

جاء خطاب العرش الذي ألقاه الملك عبدالله الثاني خلال افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين، ليؤكد الثوابت الراسخة للدولة الأردنية في مواجهة الأزمات، ويعيد تشكيل سردية الصمود الوطني التي ارتبطت بنشأة الأردن وتطوره عبر العقود.

فقد ركّز الملك على أن الأزمات لم تكن يوماً حالة استثنائية في مسيرة الوطن، بل رافقته منذ البدايات، وأن الأردنيين كانوا دائماً في الصفوف الأولى لمواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص نموّ وقوة.

ويركّز الخطاب على العلاقة المتينة بين القيادة والشعب، من خلال التشديد على أن قوة الملك مستمدة من ثقة الأردنيين والتفافهم حول وطنهم. فعندما يقول الملك: "يقلق الملك، لكن لا يخاف إلا الله"، فهو يقدم صورة القائد القريب من الناس وهمومهم، ويعزز مفهوم الشرعية الشعبية التي ترتكز على روح التضامن الوطني ووحدة الصف.

كما يوجه الخطاب البرلمان إلى تحمّل مسؤولياته في المرحلة المقبلة، وخصوصاً في مسار التحديث السياسي الذي يهدف إلى ترسيخ تجربة حزبية برلمانية فاعلة تخدم المصلحة الوطنية.

ويربط الملك كذلك بين تحديث السياسة وتطوير الاقتصاد والإدارة العامة، مشدداً على أن الأردن لا يملك ترف الوقت، وأن تحسين الخدمات وخلق فرص العمل ورفع مستوى المعيشة ليست خيارات، بل ضرورات ملحّة.

ويبرز في الخطاب أيضاً حضور المؤسسة العسكرية باعتبارها صمام الأمان للدولة، إذ يشير الملك إلى الجيش العربي بوصفه امتداداً لإرث التضحية والبناء، بما يعكس الثقة الراسخة في دوره الوطني والأمني، خاصة في ظل الاضطرابات الإقليمية الراهنة.

أما على مستوى اللغة والرسائل الضمنية، فقد حمل الخطاب نفَساً تعبويّاً يهدف إلى إعادة بث الأمل في قدرة الأردن على تجاوز التحديات الراهنة، مع تحفيز المؤسسات على العمل الجاد بعيداً عن المماطلة والتجاذبات.

مدار الساعة ـ