أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

فريحات يكتب: نقلق على الأردن لكن لا نخاف إلا الله.. درس الهاشميين في الشجاعة والإيمان


العقيد المتقاعد رائد فريحات
خبير أمني

فريحات يكتب: نقلق على الأردن لكن لا نخاف إلا الله.. درس الهاشميين في الشجاعة والإيمان

مدار الساعة ـ

في خطابه أمام مجلس الأمة اليوم، عبّر جلالة الملك عبدالله الثاني عن جوهر العلاقة بين القيادة الهاشمية والوطن حين قال:

"يقلق الملك ، لكنه لا يخاف إلا الله."

هي ليست جملة عابرة، بل موقف فكري وروحي عميق يختصر تجربة الدولة الأردنية منذ نشأتها، ويجسد فلسفة الحكم الهاشمي التي جمعت بين الإيمان الراسخ بالله والقلق المسؤول على الوطن.

القلق الذي عبّر عنه الملك ليس قلق الخوف، بل قلق الحريص على مستقبل وطنٍ أحاطت به التحديات من كل جانب، قلق القائد الذي يعيش نبض شعبه ويشعر بثقل الأمانة.

فالهاشميون لم يعرفوا يوماً الخوف، بل حملوا قلق المسؤولية كعنوانٍ للوعي واليقظة، لأن القلق هنا يعني الحب العميق للأردن والإخلاص الصادق له.

أما "عدم الخوف إلا من الله"، فهي قاعدةٌ هاشمية ثابتة في الفكر والممارسة، تؤكد أن القرار الأردني سيبقى سياديًا حرًا، وأن الشجاعة في الدفاع عن الأردن نابعة من إيمان لا يعرف المساومة.

لقد قدّم ملوك بني هاشم أروع دروس التضحية والفداء.

الملك المؤسس عبدالله الأول ارتقى شهيدًا على أعتاب المسجد الأقصى وهو يرفع راية العروبة والوحدة.

الملك طلال واجه المرض بصبرٍ وشموخٍ حفاظًا على استقرار الدولة.

والملك الحسين، الحاضر في وجدان الأردنيين، واجه الحروب والأزمات بإيمانٍ وابتسامةٍ لا تعرف الخوف، مؤمنًا أن الموت في سبيل الوطن حياةٌ ثانية.

واليوم، يسير الملك عبدالله الثاني على النهج ذاته؛ يحمل راية الآباء والأجداد، يواجه العواصف بثقة بالله وبشعبه، ويؤكد أن الخطر لا يُدفع بالرهبة بل بالإيمان، ولا يُواجه بالانفعال بل بالحكمة.

هذه المدرسة الهاشمية العريقة جعلت من الأردنيين شعبًا لا يعرف الخضوع.او الخوف .

منها استمدّ الجندي الأردني الباسل شجاعته في الميدان، والمواطن صبره في الأزمات، والسياسي حكمته في القرار.

فالأردني لا يخاف، لأنه تعلّم من قائده أن الخوف لا يصنع وطنًا، وأن الإيمان يصنع المعجزات.

إن قول الملك اليوم ليس مجرد تعبير عن مشاعر، بل إعادة ترسيخ لعقيدة وطنية وأخلاقية:

أن نقلق على الأردن حرصًا عليه، لا ضعفًا؛

أن نؤمن بأن الله وحده هو الحافظ، وأن الوطن أمانة لا يجوز التفريط بها.

بهذا المعنى، تتحول عبارة الملك إلى ميثاق وطني متجدد، عنوانه الثبات، والإيمان، والولاء، ورسالة للأردنيين جميعًا بأن الوطن الذي لا يخاف إلا الله لن تهزه العواصف، ولن تنال منه التحديات.

هكذا يتحدث الهاشميون… وهكذا يتعلم الأردنيون دروس الشجاعة والإيمان.

حمى الله الاردن

مدار الساعة ـ