أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الخصاونة يكتب: الأردني تعلّم فعلّم وزرع فأطعم ورفع رؤوسنا بين الشعوب.. لا نخاف إلا من الله.. فخلفنا الهاشميون وشبابنا أولهم الحسين


المحامي حسام حسين الخصاونة
عضو المكتب السياسي للحزب الوطني الإسلامي

الخصاونة يكتب: الأردني تعلّم فعلّم وزرع فأطعم ورفع رؤوسنا بين الشعوب.. لا نخاف إلا من الله.. فخلفنا الهاشميون وشبابنا أولهم الحسين

المحامي حسام حسين الخصاونة
المحامي حسام حسين الخصاونة
عضو المكتب السياسي للحزب الوطني الإسلامي
مدار الساعة ـ

جاء خطاب العرش السامي الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة العشرين خطابا شاملا عميقا حمل في طياته رسائل وطنية خالدة ومضامين استراتيجية واضحة رسمت ملامح العمل الوطني للمرحلة المقبلة وحددت اتجاهات الدولة في الإصلاح والبناء مؤكدة أن الأردن سيبقى كما أراده الآباء والأجداد وطنا لا يعرف الخوف ثابتا في المبدأ قويا في الموقف راسخا في العزيمة والإرادة

تحدث جلالته بلسان القائد المؤمن بشعبه فقال كلمته الصادقة التي هزت وجدان الأردنيين جميعا نعم يقلق الملك لكن لا يخاف إلا الله ولا يهاب شيئا وفي ظهره أردني بهذه العبارة اختصر الملك العلاقة الراسخة بين القيادة والشعب علاقة الثقة والتلاحم والمصير المشترك فالأردني كان دائما سند القائد وجند الوطن ودرع الكرامة هذا الشعب الذي تعلم فعلّم وزرع فأطعم وتميّز فرفع رؤوسنا بين الشعوب هو ذاته الذي حافظ على مسيرة الدولة منذ تأسيسها وصان ترابها بدمائه وحمل إرث الهاشميين في الإخلاص والبطولة والوفاء

أكد جلالته أن الأردن وُلد في قلب الأزمات لكنه واجهها بإرادة لا تلين وبإيمان الأردنيين والأردنيات بربهم ووطنهم ووحدتهم وقال إن الإصلاح مسيرة لا تتوقف وإننا قطعنا شوطا مهما في تحقيق ما تعهدنا به لكن الطريق ما زال أمامنا طويلا ويتطلب عملا دؤوبا وجهدا منقطع النظير فالنهضة لا تُبنى بالشعارات بل بالعمل والمسؤولية الوطنية اليوم تتطلب من الجميع حكومة وبرلمان ومؤسسات الالتزام بروح الإنجاز ومواصلة البناء في إطار من التعاون والتكامل الدستوري

وقد حدّد جلالته بدقة مسارات التحديث الثلاثة التي تمثل خارطة طريق الدولة الأردنية الحديثة المسار السياسي الذي يقوم على تعزيز العمل الحزبي النيابي المكرّس لخدمة الوطن لا غيره والمسار الاقتصادي الذي يهدف إلى تحقيق النمو ورفع مستوى المعيشة وتوفير فرص العمل وجذب الاستثمارات والمسار الإداري الذي يضمن تطوير القطاع العام ليكون أكثر كفاءة وعدالة في تقديم الخدمات للمواطنين وأكد جلالته أن الوقت ليس في صالح التردد وأن الأردن لا يملك رفاهية الانتظار بل عليه أن يواصل العمل بعزيمة وإصرار.

وشدد جلالته على أهمية تطوير النظام التعليمي ليكون أكثر مواكبة لمتطلبات العصر وتحديث النظام الصحي وقطاع النقل لتقديم خدمات ترتقي إلى تطلعات المواطنين وتدعم التنمية الشاملة فالتحديث في رؤية القائد ليس خيارا إداريا بل ضرورة وطنية للحفاظ على استمرارية الدولة وتقدّمها.

وفي الجانب الوطني والقومي أكد جلالته أن الأردن سيبقى قويا بهويته الهاشمية الراسخة متمسكا بثوابته ومبادئه لا يساوم على قيمه ولا يخضع إلا لمصالحه العليا وأعاد جلالته التأكيد على أن السلام العادل والشامل هو السبيل الوحيد لإنهاء الظلم التاريخي عن الشعب الفلسطيني وأن موقف الأردن ثابت لا يتغير في الدفاع عن فلسطين والقدس والمقدسات وقالها بوضوح أمام العالم إن الأردن سيبقى إلى جانب أشقائه الفلسطينيين بكل إمكانياته ولن يقبل استمرار الانتهاكات في الضفة الغربية وسيتابع جهوده الإغاثية والإنسانية في غزة عبر إرسال المساعدات والخدمات الطبية الميدانية.

كما جدد جلالته التأكيد على الوصاية الهاشمية التاريخية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف التي يؤديها الأردن بشرف وأمانة ومسؤولية دفاعا عن الهوية العربية للمدينة المقدسة وصونا لإرث ديني وتاريخي يتجاوز حدود السياسة.

وفي الفقرة التي لامست القلوب تحدث جلالته عن جيشنا العربي المصطفوي سليل الرجال الأوائل وحماة الحمى فقال هنا رجال مصنع الحسين درعا مهيبا مؤكدا أن هذه الأرض المباركة كانت وما زالت ولادة للأحرار وأن الشباب الأردني وأولهم الحسين ابنه وابن الأردنيين جميعا هم جند هذا الوطن وسياجه المتين تلك إشارة بليغة إلى أن جيل الحسين اليوم هو امتداد لجيل الحسين المؤسس وأن الراية في أيد أمينة تحمل العزيمة ذاتها والولاء ذاته للوطن والقيادة.

لقد رسم خطاب العرش السامي خريطة طريق واضحة للمرحلة المقبلة فكان بمثابة وثيقة سياسية وأخلاقية تعيد التأكيد على هوية الدولة الأردنية ورسالتها التاريخية في محيط مضطرب خطاب جمع بين الحكمة والصلابة بين الواقعية والطموح أكد أن الأردن لا يقاس بحجمه بل بمكانته ولا يُحكم بموارده بل بإرادة شعبه وقيادته إنه خطاب يزرع الثقة ويجدد العهد ويذكّر بأن الأردن سيبقى كما أراده الهاشميون على الدوام وطن الكرامة والعزيمة مدرسة الوفاء ونبض العروبة الحي الذي لا يخاف إلا الله ما دام خلفه الهاشميون وأمامه الأردنيون الأحرار وأولهم الحسين.

مدار الساعة ـ