في المشهد الحكومي اليوم، لا يمكن إنكار حضور رئيس الوزراء جعفر حسان في الميدان، ولا جهوده المتواصلة في الملفات الاقتصادية والإدارية، رغم غيابه النسبي عن الإعلام، فيما يواصل وزير الاتصال الحكومي محاولاته الجادة لصياغة خطاب واقعي ومنفتح على الصحفيين.

لكن في المقابل، تبدو الصحافة الأردنية وكأنها تخلت عن دورها المهني، وانشغلت بإثارة الجدل بدل أن تكون جسرا بين الناس وصناع القرار، بينما غابت المؤسسات الإعلامية الرسمية في لحظة يفترض أن تكون في مقدمة المشهد.

وللإنصاف فإن “ضيق الخلق” الذي يُبديه بعض الموظفين "الكبار" في المؤسسات الحكومية والرسمية تجاه النقد وتصعيدهم مع الصحفيين ومؤسساتهم، ضيّق على ملفات "عادية" بدوافع شخصية، وأفقد العديد من المؤسسات الصحفية مصداقيتها وقدرتها على التأثير حين احتاجها الوطن.

الناطقون الإعلاميون في الوزارات "إلا من رحم ربي" يتعاملون مع الإعلام كما تتعامل أم تخفي مشاكسات أطفالها عن أبيهم، وتسكت بعض الصحفيين بتسريبات خاصة، في محاولة لتجنب المواجهة، بدلا من الاعتراف بالمشكلة ومصارحة الجمهور.

في المقابل، يبرز نموذج مختلف في إعلام الأمن العام بقيادة عامر السرطاوي، الذي رسّخ نهج المكاشفة وسرعة الرد، فحاز ثقة الأردنيين بجدارة.

خلاصة القول: الحكومة لا تحتاج مزيدا من الخطابات المنمقة، بل إلى خبراء في الاتصال يعرفون كيف يخاطبون الأردنيين بلغة تحترم وعيهم، فـ”يد واحدة لا تصفق”، مهما كانت قوية.