شكل خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة الثانية لمجلس النواب العشرين وثيقة تاريخية مسطرة بالصدق والحق والشجاعة، وقدرة الأردن على تجاوز الصعاب والتحديات، حيث ان قدر الدولة الجيوسياسي في اقليم مضطرب مليء بالأزمات و الحروب الا ان الأردن بقوة شعبه ومؤسساته استطاع تخطي كل هذه الصعاب.

ان الأزمات والصعاب لا تزيد الأردن الا قوة وصمودا فمسيرة الدولة لم تكن بلا آلام وصعاب ان التماسك الاجتماعي والعلاقة بين القيادة والشعب والمؤسسات الحاجز المنيع الذي تكسرت عليه كل التحديات، ويرى الملك أن خدمة الوطن واجب مقدس للجميع فالكل مطلوب منه أن يقدم ما يستطيع لخدمة وعزة الوطن وعلو مكانته، فالأردن الوطن الدولة والموئل يدفعنا جميعاً للعمل من اجل نهوضه وازدهاره فلا تقاعس او خوف من أجل وطن بناه الاباء والاجداد. وهذا مجلس الأمة هو مولد الأحرار والشباب ومنهم ابني وابنكم هؤلاء جنود الوطن الأوفياء، والوطن كله مولد الاحرار بكل فئاته هم القادرون على بناء الوطن. وانه لا خوف على الأردن القوي بوجود المؤسسات العسكرية والأمنية المدافعة والمحافظة على كل نقطة تراب من تراب الوطن الطهور.

أن توفر الارادة السياسية من أجل البناء والعطاء والتطور حاضرة اليوم وفي الغد من أجل أردن مزدهر ومشرق ولا بد من الاستمرار في رؤى التحديث الاقتصادي وزيادة الاستثمارات وتحسين المستوى المعيشي للمواطن الكريم الذي يحتاج منا الخدمة دوماً، ناهيك عن اهمية النهوض بالنظام التعليمي في كل مستوياته لمواكبة تطورات العصر، والمتغيرات على المستوى العالمي في المجالات التكنولوجية والفنية وبناء جيل قادر متعلم ذوي كفاءة عالية لان من دون ذلك لا يمكن بناء التقدم والازدهار، اما القطاع الصحي لا بد من الارتقاء به لخدمة المواطن وتحسين الأداء الصحي الطبي في كافة ارجاء الوطن، ويضاف الى ذلك تحدث الملك عن ضرورة ايلاء قطاع النقل المزيد من الاهتمام والتطوير لأهمية هذا القطاع للمواطنين والاقتصاد الوطني. ناهيك عن اهمية تطوير القطاع الاداري والادارة العامة وتقديم الخدمة المناسبة للمواطن والغاء الترهل الاداري وتخفيف التعقيدات الادارية على المواطنين وتسهيل خدماتهم، اننا في الأردن لا نملك رفاهية الوقت فعلينا الاستمرار في التحديث والبناء وان عجلة التحديث يجب أن لا تقف فالوطن واستقراره وامنه واستمراره يتطلب العمل الجاد المستمر والمثابرة ليكون الأردن قوياً منيعاً، فعلينا الاستمرار في توفير فرص العمل.

أننا سنبقى الى جانب الأهل في قطاع غزة والاستمرار في ارسال المساعدات الانسانية والطبية، واننا نرفض كل الانتهاكات التي يمارسها المستوطنون بالحماية العسكرية ضد ابناء الشعب الفلسطيني الشقيق.

اما الوصاية الهاشمية فهي مستمرة بشكلها التاريخي والقانوني والحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية هو ديدن الأردن في سياسته في المنطقة والعالم.

أن خطاب العرش السامي هو خارطة طريق للحكومة ومؤسسات الدولة كافة، فهذا ليس خطابا عاديا بل توجيهات ورسم خارطة طريق لمؤسسات الدولة، حکومة، ومجلس نواب، ومجلس اعيان ولكل احرار البلاد لأن هذا الوطن هو مولد الأحرار القادرين على العمل والعطاء وتحقيق الازدهار والتقدم.