قال رسول الله صل الله عليه وسلم :

اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ... ان لم تفعلوا تكن فتنة في الارض وفساد عظيم ...

لكننا اليوم وللاسف ابتعدنا عن هذا الهدي النبوي ... صارت بناتنا في البيوت ينتظرن من يطرق الباب ... لكن الابواب تغلق قبل ان تفتح ... لان اهل البنت صاروا يضعون الشروط قبل السؤال عن الدين والخلق ... صاروا يسألون كم راتبه ... ماذا يملك ... اي سيارة يقود ... واين بيته ... َوكم رصيده ... وكيف امه وابوه ... وجده وجدته ... واذا جده شارك في معركة حطين ... لتشعر حينها أن الزواج صفقة ماليه لا ميثاق شرف ورحمه وموده ... تشعر لوهله كان الاهل يريدون كتابة ان من شروط الموافقه ان يكون جده حرر بيت المقدس وجدته ناحرة الابل ... كثير من الشباب الصالحين عادوا ادراجهم مكسورين الخاطر لانهم لم يمتلكوا ما يكفي لارضاء طموحات الاهل ... وكم من بنت فاضله محترمه ملتزمه على خلق ودين دفنت حلمها بالحلال لان والدها عنتر بن شداد اراد عريسآ وعرسآ اسطوريآ ومهرآ يفاخر به الناس بكم باع فلذه كبده وقرة عين اباها ...

صار الزواج اليوم طريقآ مليئآ بالعراقيل ... غلاء في المهور ... شروط لا تطاق ... ومظاهر تافهة تقدم على القيم والمبادىء والمعاني ...

حتى القروض التي كان البعض يلجأ اليها لما البين يطسه صارت باب شقاء ونقمه ... من يأخذها يحكم على نفسه بالدمار الكامل ونزع البركه ... اما البنوك فصارت لا ترى الا اصحاب الذوات والخصر الساحل لتغلق ابوابها في وجه الشباب البسطاء الطيبين المحترمين الذين ينحتون الصخر باظافرهم ليكونوا كما امر الله ورسوله ولكن يدمروا آمالهم واحلامهم بشروط تعجيزية لا ترحم ولا بخلوا رحمة ربنا تنزل من عرطهم ... هكذا للاسف ضاعت البساطه وضاع معها الفرح ...!!!

صار الحلال صعب المنال ... وصارت العنوسه تنتشر في البيوت بصمت مؤلم ...

وكل هذا لاننا ابتعدنا عن جوهر الزواج الذي اراده الله سكنآ ورحمة ... لا مفاخرة ولا سباقآ في المظاهر ...!!!

يا آباء البنات ... تذكروا ان اغلى ما تهدى اليه ابنتكم ليس مهرآ كبيرآ ولا بيتآ فخمآ ... بل رجل يخاف الله فيها... يحسن عشرتها وبحن عليها ... فالبساطة ايها الاباء لا تقلل من قدر الفتاة ...بل تحفظها وتزيدها هيبة وكرامه ...!!!

معقول انك فهمت ايها الأب المتعنت ... بنتك مش اكسنت يا رجل!