أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الحجاج تكتب: عقود التميز جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي


د. لبنى الحجاج
خبيرة تربوية

الحجاج تكتب: عقود التميز جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي

د. لبنى الحجاج
د. لبنى الحجاج
خبيرة تربوية
مدار الساعة ـ

عشرون عاما من الحكايات التي نسجها الإيمان بالإنسان، وبحاضنة الطفولة ،و بالمدرسة التي تحقق الحلم قبل الشهادة، وعشرون أهزوجة من رعاية التميز التربوي الأردني في الصفوف التي تنبض معرفة ، وفي الساحات التي تزهر بالحياة وحكايات الصغار، وبآمال الشباب الواعد، تزرع أملا وتروي جذور الانتماء.

جائزة الملكة رانيا للتميز التربوي ثورة تعليمية خالدة في تاريخ التعليم الأردني لا لرفع الشعارات بل لبناء الإنسان فلا تكتفي بالثناء بل تصنع الدافع ، ولا تكرم الأسماء بل تدرس القيم؛ فلم تكن الجائزة يوما مجرد تكريم بل كانت وعدا مستمرا بأن العطاء في التعليم ثماره لا تضيع ، وكل نبراس يضيء طريق طالب له مكانة في قلب الوطن ، وهي وعد بأن كل إنجاز صغير في مدرسة نائية هو لبنة في صرح الوطن الكبير، وهي بوصلة لإنجاز المربين توجه الخطى نحو الابتكار والتفرد.

في كل عام عند بدء الحفل الملكي والذي تنتظره قلوب المعطاءين والزراع لبذار الخير تنساب موسيقى مهيبة؛ يخفق القلب لها بخليط من الفخر والامتنان ،هادئة رزينة كما النسمة تلاعب نافذة صف صغير في قرية نائية ، وكما الشمس تشرق على كراسات خطت بألوان الفرح ، كل فائز مكرم يذكر تلك السمفونيات التي تعزف لحن تعبه وزرعه وجهده ، لحظة تشبه وقوف المعلم أمام طلبته في بواكير العام يحمل مزيجا من المسؤولية والبهجة والترقب والإيمان.

لحظات التميز تذكرنا بأن وراء كل نجاح أردني قصة تعب وصبر وضمير ،وأن العطاء لا يضيع حين تكون العدالة عنوان التقدير ويكون الاحتفاء بمن يصنع الفرق ويعلي شعارا أن التميز ليس غاية بل رحلة ابداع نحو أردن يعلو بالعلم .

تتسلل ألحان " أردن أرض العزم " إلى الروح فتوقظ فينا النبالة ، وتذكرنا بأن التميز ليس امتيازا لأحد، بل مسؤولية يحملها من آمن أن التعليم هو الطريق إلى النهضة .

حين تعلن أسماء الفائزين يصبح للصمت صوت ، وتختفي مدارسهم الصغيرة خلف بريق أسمائهم الكبيرة ، وتختلط دموع الفرح بالإنجاز ؛ فكل فائز يحمل معه حكاية مدرسة بكاملها، ووجوه طلبة يؤمنون أن المعلم قادر أن يغير صفحات حياتهم ، تلك اللحظات ليست احتفالا فقط بل اعتراف وطني بأن في الأردن من يزرع النور في العقول ، ويكتب التاريخ بالطبشور الأبيض لا الحبر .

واليوم بعد عقدين من العطاء تغدو الجائزة مؤسسة نامية متعلمة تتجدد مع الزمن وتواكب تطور العملية التعليمية بخطى واثقة ؛ فمعاييرها نوعية تغطي مؤشرات المدرسة الفاعلة وتجسد مفاهيم الجودة والتميز المؤسسي التربوي لتبقى منارة للقيادة التربوي الراشدة .و لقد طورت الجائزة برامجها ومشاريعها التربوية لتقدم إضافات نوعية للميدان كمشروع بيئتي الأجمل والحقائب التعليمية والمكتبة الإلكترونية وغيرها من المبادرات التي قدمت حلولا متميزة وتطبيقات عملية عززت البيئة المدرسية وارتقت بالعملية التعليمية .وكذلك توسعت الجائزة مع مرور سنواتها في جوائز عدة إضافة لجائزة المعلم المتميز كجائزة المرشد والمدير المتميز ومؤسسات رياض الأطفال ومديريات التربية والتعليم الداعمة كشريك أساس .

فكل العرفان لصاحبة الجلالة الملكة رانيا العبدالله على رعايتها الملكية السامية لمسيرة التميز التربوي وعلى ارسائها ثقافة نوعية جعلت التميز نهجا والتعليم رسالة تمارس بالحب لا بالواجب .

شكرا لجلالتها لأنها أرست في الضمير التربوي عبارات خالدة تلهم الأجيال بأن التدريس من القلب قبل الكتاب، وأن المعلم راسخ العطاء في رسالته وأن المدرسة وطن صغير يبنى بالتفاني وعظم الرسالة ؛ فبفضل رؤيتها وحكمتها غدت الجائزة رمزا وطنيا خالدا ، يذكرنا في كل عام أن التميز ليس حلما بعيدا بل ممارسة يومية تنبض في مدارسنا ، وتضيء طريق الاردن نحو المستقبل المشرق ، فبارك الله كل يد تبني وتعلي في أردن الخير والرفعة.

مدار الساعة ـ