مدار الساعة -تزايدت الضغوط هذا الأسبوع على الكونغرس الأمريكي، لإنهاء ثاني أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد، مع اقتراب ملايين الأمريكيين من فقدان مساعداتهم الغذائية، وحرمان مزيد من الموظفين الفيدراليين من رواتبهم الكاملة لأول مرة، وتكرار تأجيل الرحلات الجوية في مطارات البلاد.
وحسب تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، دعا الاتحاد الأكبر لموظفي الحكومة الفيدرالية في الولايات المتحدة، "اتحاد موظفي الحكومة الأمريكية"، الكونغرس إلى تمرير مشروع قانون تمويل فوري وضمان حصول الموظفين على رواتبهم كاملة. ولكن أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين، وخصوصاً ممثلي الولايات التي تضم أعداداً كبيرة من الموظفين الفيدراليين، لم يُبدوا استعداداً للتراجع. وأوضح السيناتور تيم كين، ممثل ولاية فرجينيا، أنه يطالب بتعهدات من البيت الأبيض بعدم تنفيذ عمليات فصل جماعية للموظفين، فيما يطالب الديمقراطيون بتمديد دعم الخطط الصحية ضمن "قانون الرعاية الميسّرة".تداعيات اقتصادية متزايدةووفق الوكالة، يواجه 1.3 مليون جندي أمريكي خطر فقدان رواتبهم يوم الجمعة المقبل، بعدما قامت إدارة ترامب مطلع الشهر بتحويل 8 مليارات دولار من أموال الأبحاث العسكرية لتغطية الرواتب مؤقتاً. ولم يتضح بعد ما إذا كانت الإدارة ستعيد استخدام هذه الآلية مرة أخرى.وفي الوقت نفسه، حذرت الإدارة من نفاد التمويل المخصص لبرنامج المساعدات الغذائية، الذي يعتمد عليه 42 مليون أمريكي لتغطية نفقات الطعام. ورفضت الإدارة استخدام أكثر من 5 مليارات دولار من الأموال الاحتياطية لتأمين استمرار المساعدات خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، مؤكدة أنها لن تعوض الولايات التي تقرر دفع هذه المساعدات مؤقتاً من ميزانياتها الخاصة.وأوضحت وزارة الزراعة، أن صندوق الطوارئ مخصص لمواجهة الكوارث الطبيعية، لكن الديمقراطيين اتهموا الإدارة بمخالفة التوجيهات السابقة، بشأن استمرار برنامج المساعدات الغذائية (SNAP) أثناء الإغلاقات الحكومية.وقال زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشاك شومر: "الإدارة تتعمد عدم تمويل برنامج المساعدات هذا الأسبوع. التمويل الطارئ موجود، لكنها تختار ألا تستخدمه".جمود في واشنطنوفي مبنى الكابيتول، ركّز قادة الكونغرس على حجم الأضرار التي يتكبدها المواطنون، لكن المفاوضات لا تزال متوقفة مع تبادل الاتهامات بين الحزبين.وقال زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ جون ثيون: "أصبح موظفو الحكومة وكل الأمريكيين المتضررين، مجرد بيادق في لعبة الديمقراطيين السياسية".وكان مجلس النواب قد أقر في 19 سبتمبر (أيلول) الماضي، مشروع قانون مؤقت لتمويل الوكالات الفيدرالية، لكن رئيس المجلس الجمهوري مايك جونسون أبقى المجلس خارج الجلسات منذ ذلك الحين، مطالباً الديمقراطيين بالموافقة على مشروع القانون كما هو.غير أن مجلس الشيوخ فشل مراراً في حشد الأصوات الـ60 المطلوبة لتمرير المشروع، إذ يتمسك الديمقراطيون بضرورة تضمين أي اتفاق تمويلي، إجراءات تخفف من ارتفاع تكاليف التأمين الصحي المتوقع العام المقبل ضمن خطط "أوباماكير".تأثيرات على التسجيل الصحيوتبدأ فترة التسجيل في خطط التأمين الصحي التابعة لقانون "أوباماكير" يوم السبت المقبل، لكن الموقع الإلكتروني الرسمي (Healthcare.gov) لم يحدّث بعد بيانات عام 2026، حيث لا يزال يعرض خطط وأسعار عام 2025.ومن المتوقع أن تستدعي إدارة مراكز خدمات الرعاية الطبية، جميع الموظفين الذين تم تعليق عملهم مؤقتاً لإدارة فترة التسجيل، فيما وقع 28 سيناتوراً ديمقراطياً على رسالة، تطالب إدارة ترامب بالسماح للمشتركين بمراجعة خططهم الجديدة، على الموقع الإلكتروني في أسرع وقت.وفي المقابل، يؤكد الجمهوريون أنهم لن يتفاوضوا حول الرعاية الصحية قبل إعادة فتح الحكومة. وقال السيناتور الجمهوري ديفيد ماكورميك: "أنا قلق من ارتفاع أقساط التأمين على العائلات العاملة، لكننا لن نناقش ذلك قبل إنهاء الإغلاق".مواقف متصلبةمن جهته، اتهم شومر الجمهوريين بأنهم يفضلون استمرار الإغلاق، على التعاون لتخفيف تكاليف الرعاية الصحية، قائلاً: "الأمريكيون لا يريدون دفع 20 ألف دولار إضافية سنوياً لتغطية تأمينهم الصحي. والديمقراطيون يريدون حل الأزمة الآن، فهذا ليس مطلباً مبالغاً فيه".ومن المقرر أن يزور نائب الرئيس جي دي فانس اجتماعاً للجمهوريين في الكونغرس، اليوم الثلاثاء، بينما يواصل الرئيس ترامب جولته في 3 دول آسيوية، في ظل غياب مؤشرات على صفقة قريبة.وبدورها، حثت السيناتور الجمهورية ليزا موركوفسكي، زملاءها على التفكير في معاناة الموظفين الفيدراليين وضباط شرطة الكابيتول، الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أسابيع، قائلة: "علينا أن نجتمع ونتحدث معاً. المعركة السياسية لا تنتج سوى خاسرين، والخاسر الأكبر الآن هو الشعب الأمريكي".











