أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب مجتمع أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف مناسبات جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

العايش تكتب: حين يُغلق العلم أبوابه… لأنَّ البقَّ احتلَّ المقاعد!


رندا سليمان العايش
باحثة تربوية ومديرة مركز الريان للترجمة وخدمات البحث

العايش تكتب: حين يُغلق العلم أبوابه… لأنَّ البقَّ احتلَّ المقاعد!

رندا سليمان العايش
رندا سليمان العايش
باحثة تربوية ومديرة مركز الريان للترجمة وخدمات البحث
مدار الساعة ـ

في الوقت الذي تُفتح فيه المدارس لتكون واحات نورٍ وأمان، نفاجأ بخبرٍ يوجع القلب:

مدرسة حكومية تُعلِّق الدوام… ليس لظرفٍ طارئ أكاديمي ولا لظروفٍ جوية، بل لأنَّ حشرة البق سبقت الطلبة إلى مقاعد العلم، وغزت حقائبهم وملابسهم وأركان صفوفهم!

أيُّ صدمةٍ أكبر من أن يتحوّل مكان بناء الإنسان إلى مساحة تهدّد صحته؟

أيُّ مفارقةٍ أقسى من أن يتوقّف التعليم… خشية حشرةٍ لا تُرى بالعين المجرّدة؟!

إنّ تفشّي البق داخل المدارس ليس حادثًا عابرًا ولا ملفًا يُطوى سريعًا.

إنه جرس إنذار يؤكّد وجود فجوات خطيرة في منظومة الصحة المدرسية والرقابة الوقائية، ويدعونا إلى التساؤل:

أين المتابعة الدورية؟

أين إجراءات التعقيم المنتظمة؟

كيف وصلنا إلى إغلاق مدرسة بدلًا من احتواء المشكلة في بداياتها؟!

الصحة المدرسية مسؤولية وطنية متواصلة، لا موسمية ولا شكلية.

هي واجب أخلاقي قبل أن تكون إجراءً إداريًا.

تقوم على:

- نظافة بيئة الصفوف والمرافق

- مكافحة الحشرات بشكل دوري

- صيانة المفروشات والمقاعد

- رقابة صحية مستمرة للطلبة

- تدخل عاجل عند ظهور أول مؤشر خطر

فإذا عجزت هذه المنظومة عن كبح انتشار بقٍّ صغير،

فكيف يمكنها الوقوف في وجه أزمات أشدّ وأكبر؟!

نحن لا نبحث عن اللوم ولا نفتعل ضجيجًا…

نحن نرفع صوت أبنائنا الذين لا يملكون ترف الدفاع عن أنفسهم.

نكتب لأنّ صحة الطالب هي جوهر التربية وحقيقتها،

ولأنّ حماية الجسد لا تقلّ قداسة عن بناء العقل.

اليوم… ونحن نشهد هذا المشهد المؤلم،

لا بدّ من خطوات حازمة لا تعرف التسويف:

- تعقيم شامل وسريع

- خطة وقائية مستدامة لا احتفالية

- محاسبة واضحة بلا مجاملات

- رقابة ميدانية لا توقيعات على الورق

أبناؤنا ليسوا مجرّد أرقام على قوائم الحضور،

هم مستقبل وطن يليق به أن يطمئنّ حين يسلّمهم لأسوار المدرسة.

فلنحمِهم…

كي لا يعودوا من مدارسهم حاملين الأذى بدل العلم،

وقلقًا يسكن بيوتهم بدل الطمأنينة!

ويبقى السؤال معلّقًا أمام ضمير كل مسؤول:

هل نتحرّك بما يليق بأمانة الوطن؟

أم نترك المدارس تخوض حربًا قاسية ضد… بقٍّ لا رحمة فيه؟

مدار الساعة ـ