أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين ثقافة رياضة اخبار خفيفة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الشيخ المراعية يكتب: خطاب يعكس عمق العلاقة بين القيادة والشعب


الشيخ هارون المراعية

الشيخ المراعية يكتب: خطاب يعكس عمق العلاقة بين القيادة والشعب

مدار الساعة ـ

جاء خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني اليوم ليؤكد من جديد الثوابت الوطنية التي حملها الهاشميون منذ تأسيس الدولة الأردنية، خطاب يحمل مضامين العزة والكرامة، ويعكس عمق العلاقة بين القيادة والشعب، تلك العلاقة التي شكّلت عبر العقود صمام أمان هذا الوطن الصامد وسط الأزمات. فقد جسّد الخطاب الروح الأردنية الأصيلة، التي لا تعرف الاستسلام أمام التحديات، والتي جعلت الأردن نموذجاً يحتذى في الثبات والصمود في قلب منطقة متقلبة.

تحدث جلالته بلسان كل الأردنيين، حين قال إنه يقف كل عام في المكان ذاته الذي شهد بداية العهد لخدمة الوطن، مؤكداً أن مسيرة البناء لا تتوقف، وأن الإرادة الأردنية قادرة على تجاوز كل العقبات والتحديات مهما عظمت. هذه الكلمات تعكس رؤية قيادية واضحة، تعتمد على الثقة بالوطن وبالشعب، وتؤكد أن الأردن ليس مجرد رقعة جغرافية، بل كيان حي ينبض بالعطاء والولاء.

وفي حديثه الصادق القريب من القلوب، وصف جلالته الأردنيين والأردنيات بأنهم السند والذخر، مخاطباً الشعب بروح الأب والأخ، ومعبّراً عن مشاعره الإنسانية حين قال: "أيقلق الملك؟ نعم يقلق الملك، لكن لا يخاف إلا الله، ولا يهاب شيئاً وفي ظهره أردني." هذه العبارة تختصر معنى العلاقة الوطيدة بين القيادة والشعب، وتؤكد أن العزيمة الأردنية الصلبة هي الركيزة الحقيقية لاستمرار البناء والتقدم، وأن الأردنيين كانوا دوماً مصدر قوة وطمأنينة للقيادة في أصعب الظروف.

كما حمل الخطاب إشادة كبيرة بالإنسان الأردني الذي كان دوماً حامي الحمى، ناصر الملهوف، والمساهم في البناء والعطاء، الأردني الذي يرفع رأس وطنه بين الأمم بعمله وتفانيه وإخلاصه، والذي لم يتوانَ يوماً عن مد يد العون لكل محتاج، أو الدفاع عن كل مظلوم. هذه الصورة من التضحية والعطاء تمثل جوهر الهوية الوطنية الأردنية التي تشكلت عبر التاريخ.

ولم يغفل جلالته الإشارة إلى الجيل الجديد من الشباب الأردني، وخصّ بالذكر سمو ولي العهد الأمير الحسين، مؤكداً أن الأردن سيبقى ولّاداً للأحرار، وأن الراية ستبقى مرفوعة في أيدي جيلٍ مؤمنٍ بالوطن، عاملٍ من أجله، مستلهمٍ من تاريخ وطنه وقيمه، ومتمسكٍ بعطاء أجداده. هذه الرسالة للشباب هي بمثابة تأكيد على أن المستقبل بين أيديهم، وأن المسؤولية الوطنية مستمرة على الدوام.

وختم جلالته بالتأكيد على أن الأردن بقي وسيبقى قوياً، يحميه جيش عربي مصطفوي سليل الأبطال، وسياج الوطن الدائم في وجه كل التحديات، مؤكداً أن استقرار الوطن وأمنه ليسا مفروغاً منهما، بل نتاج يقظة وطنية وجهد مستمر لجميع المؤسسات والشعب.

خطاب الملك اليوم لم يكن مجرد كلمات بروتوكولية، بل كان رسالة إيمان وثقة، أعادت التذكير بأن قوة الأردن ليست في موارده فقط، بل في الإنسان الأردني وفي قيادته التي لا تخاف إلا الله، وفي شعبٍ وفيٍّ يقف خلف قيادته صفاً واحداً من أجل الوطن، متحدين في العطاء، صامدين في وجه الصعاب، ومؤمنين بأن الأردن سيبقى منارة للعزة والكرامة في قلب المنطقة والعالم.

مدار الساعة ـ