مدار الساعة -بعد أكثر من تسعين عاماً من وفاته، حصل ورثة قطب الأخشاب الأمريكي ويلينغتون آر. بيرت على نصيبهم من ثروة هائلة ظلّت حبيسة في صندوق ائتماني لما يقارب القرن. فبحسب قرار قضائي في ولاية ميشيغان في 2010، وزعت ثروة تجاوزت 100 مليون دولار على اثني عشر وريثاً فقط من سلالة الرجل الذي وُصف بأنه أحد أغنى الأمريكيين في مطلع القرن العشرين، وأكثرهم غرابة وانتقاماً.
وُلد بيرت عام 1831 في ولاية نيويورك لأسرة فقيرة، لكنه بنى إمبراطورية مالية ضخمة من تجارة الأخشاب ومناجم الحديد في ولايتي ميشيغان ومينيسوتا، حتى أصبح من بين أغنى ثمانية رجال في الولايات المتحدة آنذاك، غير أن نهاية حياته اتّسمت بالعزلة والخلافات العائلية الحادة، وهو ما انعكس في وصيته التي فاجأت الجميع بعد وفاته في عام 1919 عن عمر ناهز 87 عاماً.فبدلاً من توزيع ثروته على أبنائه وأحفاده، نصت وصيته على أن تُجمّد معظم أمواله وتُستثمر حتى مرور 21 عاماً على وفاة آخر أحفاده الذين كانوا على قيد الحياة وقت رحيله، هذا الشرط الغريب جعل وصيته تُعرف لاحقاً باسم "البيضة الذهبية"، إذ ظلت ثروته تُنَمَّى في صمت داخل صندوق ائتماني في مسقط رأسه بمدينة ساغيناو.وكانت آخر أحفاده على قيد الحياة هي السيدة ماريون لانسيل، التي توفيت في نوفمبر عام 1989، ما أطلق العدّ التنازلي الذي انتهى بعد 21 عاماً، ليفتح الباب أمام ورثة جدد لم يعرفوا الرجل شخصياً.وبحسب ما كشفته صحيفة The Saginaw News، فإن القاضي المشرف على القضية تسلّم 30 طلباً من أفراد العائلة للمطالبة بجزء من الميراث، قبل أن يُحدّد قائمة نهائية تضم 12 وريثاً تتراوح أعمارهم بين 19 و94 عاماً في ذلك الوقت (2010).أصغرهم هي كريستينا ألكسندر كاميرون، البالغة 19 عاماً من ولاية كنتاكي، والتي حصلت على نحو 2.9 مليون دولار، وهو المبلغ نفسه الذي حصلت عليه شقيقتها كوري. أما الحصة الأكبر فتصل إلى 16 مليون دولار لأحد كبار الورثة. لكن كاميرون تصف هذا الميراث بأنه "لعنة أكثر من كونه نعمة"، إذ توفي كل من جدها ووالدتها خلال العام الذي سبق توزيع الأموال، وكلاهما كان بانتظار هذا اليوم.الوصية التي حيّرت المحامين والمؤرخين لم توضح أسباب بيرت الحقيقية، لكن وثائق قديمة تكشف عن خلافات عائلية حادة، منها حرمانه إحدى بناته من معاش سنوي بعد طلاقها، ومعاقبته مدينته ساغيناو حين رفع المسؤولون الضرائب على ممتلكاته قائلاً لهم: "أنتم تقتلون الإوزة التي تبيض ذهباً".حتى بعد وفاته، حاول ورثته الأوائل مراراً كسر الوصية أمام المحاكم دون جدوى. فقد التزم القضاة بما يُعرف في القانون بـ"قاعدة المدة الدائمة"، التي تمنع توزيع الميراث إلا بعد مضي 21 عاماً على وفاة آخر وريث محدد.وبعد مرور 92 عاماً على وفاة المليونير الغامض، طويت صفحة واحدة من أغرب وأطول القضايا في تاريخ الميراث الأمريكي، وتحققت رغبة رجل استخدم ثروته ليمتد انتقامه عبر الأجيال.قصة مليونير أخفى ثروته 92 عاماً ليعاقب عائلته بعد موته!
 
    
    مدار الساعة  ـ 











