معلوم أن من أبرز قواعد العمل الحزبي رؤية سياسية عميقة للمشهد الداخلي ناتجة عن أفكار جوهرية قادرة على تجاوز وابتكار ما لم يكن موجوداً من قبل في عملية حزبية مركبة يتشابك فيها العمل مع الواقع والحاضر بالمستقبل في سياق سلسلة حلقات تطبيقية متصلةتشكل مدخلا اساسا لتطبيق الرؤية الملكية الإصلاحية المتدرجة بعيداً عن اختزال المشهد الحزبي بهيمنة بعض قوى ورموز تقليدية قديمة تحاول استنساخ تجارب الآخرين بعيدة عن ربط قيم ومفاهيم الثقافة الحزبية الشعبية المعاصرة المتغلغلة في الحياة الاقتصادية والسياسية والبنية الاجتماعية في الحياة اليومية.
ومن هنا؛ فلا بد من تذويب الفواصل بين النخب والقوى الشعبية بوصفها أبرز قواعد العمل الديمقراطي الرامية لتجذير البرامجية الحزبية الحقيقية القادرة على تشكيل ثقافة حزبية شعبية وطنية وفق الرؤية الملكية الإصلاحية لتجاوز الصورة والرمزية الحزبية النخبوية بتمثيل الذات والتعبير عن المكانة والانتماء لتراب الوطن في إطار محاكاة الواقع بعيدا ًعن السطحية ليعاد فيه بناء ثقافة حزبية وطنية إنتاجية مشتركة من أجل تحقيق نهضة ثقافية ديمقراطية حزبية حديثة؛ تستمد قوتها من الإرادة الملكية الحازمة تستوعب التنوع والاختلاف في إطار دولة القانون والمؤسسات.