أخبار الأردن اقتصاديات دوليات برلمانيات وفيات مجتمع وظائف للأردنيين أحزاب أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة مناسبات جاهات واعراس مستثمرون شهادة الموقف جامعات بنوك وشركات خليجيات مغاربيات دين اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

الزبن يكتب: حين يهمس العرش


واصف إسماعيل الزبن

الزبن يكتب: حين يهمس العرش

مدار الساعة ـ

في صمت القبة، وبين جدران التاريخ التي شهدت قيام الدولة الأردنية وتحدياتها، وقف الملك عبدالله الثاني، لا بين مظاهر السلطان، بل بين نبض شعبه وتطلعاته. كان المشهد أعمق من احتفال رسمي، وأقرب إلى لحظة صدق ووفاء بين القائد وشعبه.

حين يهمس العرش، لا يتحدث عن الماضي فحسب، بل يستحضر روح التحدي التي وُلد منها الأردن. فهذا الوطن لم يعرف الرفاه طريقًا، بل عرف الصمود سبيلاً. ومن رحم الأزمات الكبرى وُلدت الإنجازات، لتقول التجربة إن الدولة التي لا تواجه الصعاب، لا تكتب تاريخًا يليق بها.

ذلك الهمس الذي حمله خطاب العرش الأخير لم يكن مجرد كلمات، بل كان رسالة ثقة عميقة بالمواطن، بأن لا عز بلا شعب، ولا وطن بلا سواعد تعمل وتبني وتخلص. فالأردن، كما أراده الملك، ليس مكانًا يُسكن، بل رسالة تُحمل، ومسؤولية تُؤدى بصدق وأمانة.

والهمس ذاته دعوة إلى الإصلاح الحقيقي؛ إصلاح لا يقوم على العناوين ولا على الخطابات، بل على إدارة واعية، ومسؤولية تُقاس بالإنجاز لا بالوعود. فالتحديث، كما أكد جلالته، مسار مستمر لا يقف عند محطة، بل يمضي بثقة نحو المستقبل.

وفي جوهر هذا الهمس، تبقى فلسطين والقدس هما البوصلة الثابتة. قال الملك: قلبي يبقى في فلسطين، ويدنا لا تنحني عن القدس. لم تكن العبارة موقفًا سياسيًا فحسب، بل انتماءً متجذرًا في الوجدان الأردني، الذي يرى في الدفاع عن الحق الفلسطيني جزءًا من ذاته.

ولأن البناء لا يكتمل دون الأمل، فقد دعا العرش إلى تمكين الشباب والمرأة، باعتبارهم طاقة الوطن الحقيقية. فالمستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع، والجيل الجديد هو من سيحمل الراية ويواصل المسيرة.

وحين يهمس العرش، يسمع الوطن صوته في داخله، في إصرار العامل، وصبر الأم، وهمة الشاب الباحث عن فرصة، وفي كل يد تبني وأخرى تدعو.

ذلك هو الأردن كما يريده قائده: وطن لا يخاف التحديات، ولا يهاب الغد، لأن في قلبه إيمانًا لا يتزعزع، وفي مسيرته رجالا ونساء لا يعرفون إلا طريق النهوض.

فلننهض، كما قال الهمس الملكي، ولنجعل من كل تحدٍ خطوة إلى الأمام، ومن كل أزمة بابًا نحو الأمل. فالوطن الذي يسمع همس العرش، لا يعرف الانكسار.

مدار الساعة ـ