أخبار الأردن اقتصاديات دوليات وفيات برلمانيات أحزاب مجتمع وظائف للأردنيين أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مقالات مختارة شهادة الموقف مناسبات جاهات واعراس مستثمرون جامعات خليجيات مغاربيات دين بنوك وشركات اخبار خفيفة ثقافة رياضة سياحة صحة وأسرة تكنولوجيا طقس اليوم

المعجزة الجيولوجية! جبال الهيمالايا: لماذا تنجو 'قمة العالم' من الزلازل التي تدمر كل شيء؟

مدار الساعة,أخبار خفيفة ومنوعة
مدار الساعة ـ
حجم الخط

مدار الساعة -توصل علماء إلى اكتشاف قد يفسر سر بقاء جبال الهيمالايا وهضبة التبت مرتفعة منذ ملايين السنين، وهو اكتشاف يرتبط ببنية خفية داخل الأرض تعمل كدعامة داخلية تحافظ على "سقف العالم" من الانهيار.

قام فريق البحث بقيادة بييترو ستيرناي من جامعة ميلانو بيكوكّا بالدراسة، التي طرحت تصورا جديدا عن الآليات التي تحافظ على ارتفاع هذه الجبال الشاهقة. فقد كان الاعتقاد السائد منذ أكثر من قرن أن السماكة الهائلة للقشرة القارية وحدها هي التي تحمل هذه الجبال، إلا أن هذه النظرية لم تفسر تماما كيف تبقى الصخور صلبة ومرتفعة مع مرور الزمن، خصوصا أن الصخور العميقة عادة ما تطرأ عليها الليونة تدريجيا.

اعتمد الباحثون على وظائف الاستقبال الزلزالية، وهي أدوات متقدمة لرصد النشاط العميق تحت سطح الأرض، حيث لاحظوا وجود "خطوتين زلزاليتين" مزدوجتين في جنوب التبت، وهي إشارة غريبة استغرقت سنوات لتفسيرها.

وأظهرت الدراسة أن هاتين الخطوتين تتوافقان مع الحواف العليا والسفلى لطبقة صخرية صلبة من الوشاح محصورة بين لوحين من القشرة القارية، وفقا لـ ديلي إكسبريس.

وأيدت الأدلة السطحية هذه النتائج، إذ أظهرت عينات الصخور العميقة التي جلبتها الحمم البركانية فائقة البوتاسيوم من العصر الميوسيني وجود مادة وشاحية حقيقية تحت الهضبة.

ويشير تركيب هذه الصخور إلى أن القشرة الهندية الأخف تدفقت تحت طبقة آسيوية أقوى، محتجزة شريحة صلبة من الوشاح في المنتصف.

يؤكد ستيرناي أن هذه "الدعامة المخفية" قد تكون الحلقة المفقودة لفهم الثبات الاستثنائي لهذه الجبال، كما تفسر بعض الظواهر الجيولوجية الغريبة في المنطقة، مثل الزلازل العميقة والهشة وأنماط الضغط غير المتوقعة داخل القشرة الأرضية.

ويشرح النموذج الجديد آلية تُعرف باسم التحتية اللزجة، حيث ينفصل الجزء السفلي من القشرة الهندية ويصعد تدريجيا ويلتحم تحت الغلاف الصخري الآسيوي، ليكوّن دعامة تجمع بين صلابة الوشاح وارتفاع القشرة الطافي، ما يمنع تدفق الصخور اللينة وانهيار الهيكل الجبلي.

ويقول ستيرناي: "لا يمكنك بناء جبل فوق الزبادي"، في إشارة إلى أهمية الصلابة على العمق لضمان ثبات الجبال.

كما يساعد هذا الاكتشاف على تفسير تركز الزلازل العميقة في جنوب التبت، إذ تشير هذه الهزات إلى وجود طبقة قوية وهشة ما زالت قابلة للانكسار، وهو ما يتوافق تماما مع وجود وشاح صلب مخفي.

ويشير البحث إلى أن وجود هذا الهيكل الصلب قد يفسر تفاوت معدلات ارتفاع أجزاء الهضبة، واختلاف أنماط التعرية، وربما تأثير طويل المدى على الرياح الموسمية.

رغم هذه النتائج الواعدة، يؤكد العلماء أن الحاجة قائمة لإجراء المزيد من الدراسات باستخدام صور زلزالية أدق وعينات صخرية إضافية لتحديد موقع هذه الدعامة بالضبط وفهم سلوكها. ومع ذلك، يمثل هذا النموذج خطوة كبيرة في تجميع الأدلة المتفرقة سابقا ضمن تفسير متكامل يشرح استقرار جبال الهيمالايا وهضبة التبت على مدى ملايين السنين.


مدار الساعة ـ