انتظروا الحدث الكوني الأعظم! أمريكا تستعد لاستقبال 'ملك الخسوفات'.. ظاهرة فلكية لن تتكرر قريباً!

مدار الساعة -بعد المشاهد المذهلة التي شهدتها أمريكا الشمالية في الكسوف الكلي الأخير، ينتظر عشاق الظواهر الفلكية حدثاً سماوياً آخر لن يتكرر بنفس النطاق والوضوح في الولايات المتحدة المتجاورة قبل عام 2044. هذا الكسوف، الذي يُعرف بـ«ملك الخسوفات»، يعد مشهداً فريداً يتحول فيه ضوء النهار الساطع إلى ظلام شبيه بالغسق بشكل مفاجئ.

رحلة الظل من سيبيريا إلى أمريكا

من المقرر أن يحدث الكسوف الكلي التالي للشمس في 23 أغسطس 2044. هذا الحدث، الذي ينتمي إلى دورة «ساروس 126» الفلكية، سيأخذ مساراً يمر عبر مناطق واسعة وشاسعة من الكوكب، لكنه سيكون استثنائياً بالنسبة لأمريكا الشمالية.

يعبر الظل بعد ذلك إلى أمريكا الشمالية، مروراً بالأقاليم الشمالية الغربية وألبرتا والجزء الجنوبي الغربي من ساسكاتشوان في كندا.

يواصل الكسوف مساره إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سيكون مرئياً بشكل رئيسي في ولاية مونتانا، وأجزاء من داكوتا الشمالية، وغيرها من الولايات الغربية.

ليلة المنتصف

يحدث الكسوف الكلي عندما يكون القمر في مداره قريباً بما فيه الكفاية لحجب قرص الشمس بالكامل عن الراصدين على الأرض. وخلال هذه اللحظات القصيرة من «الكلية»، يصل الظلام إلى ذروته، ومن المتوقع أن تصل مدة الكسوف الكلي في ذروته إلى حوالي 124 ثانية (دقيقتين و4 ثوانٍ) تقريباً.

اللحظة الأبرز هي ظهور "الإكليل، وهو الغلاف الجوي الخارجي للشمس، والذي لا يُرى عادةً إلا أثناء الكسوف الكلي. يمكن للراصدين المحظوظين في مسار الكلية رؤية الكواكب الساطعة مثل الزهرة والمشتري، وحتى بعض النجوم الساطعة، تظهر في وضح النهار.

حدث لن يتكرر

على الرغم من أن كسوفات الشمس تحدث سنوياً، إلا أن الكسوف الكلي الذي يعبر مناطق مأهولة بالسكان هو حدث نادر نسبياً. يعتبر كسوف أغسطس 2044 هو الكسوف الكلي التالي الذي يمكن مشاهدته من الولايات المتحدة المتجاورة بعد الكسوف الأخير.

سيتبعه كسوف كلي آخر في 12 أغسطس 2045، والذي سيكون مساره واسعاً ومختلفاً، لكن تركيز الاهتمام ينصب على كسوف 2044 نظراً لمروره عبر شمال غرب القارة.

يدعو علماء الفلك ووكالات الفضاء، مثل ناسا، الجمهور إلى الاستعداد لمثل هذه الأحداث الفلكية بمشاهدة الكسوف الجزئي الذي يسبق الكلية باستخدام نظارات الكسوف المعتمدة أو أجهزة الإسقاط، وتجنب النظر المباشر للشمس في جميع المراحل لتجنب التلف الدائم للعين.